وداعاً الفنان الكبير الأصيل محمد مشعجل

بقلم:حسين عمر باسليم

ببالغ الحزن والأسى تلقّينا اليوم خبر رحيل الفنان المهري الكبير محمد مشعجل إلى دار البقاء.. خالص العزاء والمواساة لأسرته الكريمة، ولأبناء محافظة المهرة، ولكل محبيه، وللوسط الفني.

كانت لي تجربة إعلامية وفنية مميزة مع فناننا الراحل، عندما كنت رئيساً لقطاع التلفزيون (قناة اليمن الفضائية والأولى)، حيث طلبت منه أن يأتي إلى صنعاء مع فرقته لتسجيل سهرة غنائية خاصة للفن والغناء المهري، مع تحمّل التلفزيون كافة تكاليفها، وذلك ضمن برنامج (طاب السمر) الأسبوعي، الذي كان يقدمه كل خميس الإعلامي الكبير عبدالملك السماوي.

وفي هذه السهرة المميزة قدّم الفنان "مشعجل" بأسلوبه المتفرّد عدداً من الأغنيات باللغة المهرية، وقد قمنا لاحقاً بترجمة كلماتها إلى اللغة العربية لعرضها مكتوبة على الشاشة، كي يفهم المشاهد معانيها، وفي الوقت ذاته كخطوة لنشر هذه اللغة المميزة والخاصة بمحافظة المهرة دون غيرها من المناطق اليمنية.

حينها أبدى الفنان محمد مشعجل حماسة كبيرة لذلك، وأشرف بنفسه على عملية الترجمة ومطابقة المعاني أثناء الأداء، وكانت هذه أول تجربة من هذا النوع في التلفزيون خلال فترة ترؤسي لإدارته من عام 2007 حتى 2014.

رحيل الفنان الكبير محمد مشعجل في يومنا هذا يعدّ خسارة للفن اليمني بشكل عام، وليس خسارة للمهرة فحسب، فقد أغنى تراثها الموسيقي والغنائي بعدد كبير من الأغاني التي وجدت صدى واسعاً لدى جمهور المستمعين، بخصوصيتها المهرية الجميلة.

* نائب وزير الإعلام
* عدن - الاثنين 8 سبتمبر 2025م