الجنوب ومرحلة الحسم

يعيش الجنوب اليوم مرحلة فارقة، مرحلة الحسم بكل ما تحمله الكلمة من معنى. إنها لحظة القرار السياسي الجنوبي الذي طالما انتظره الشعب، لحظة الإرادة الشعبية والسياسية وقد تحولت إلى واقع ملموس على الأرض.


القرارات الرئاسية التي أصدرها الأخ عيدروس بن قاسم الزبيدي، بلا شك ستصطدم بتوجهات رافضة من قبل بعض أعضاء مجلس القيادة الموالين للشمال، وهو ما قد يفتح الباب أمام تبعات سياسية واقتصادية، بل وربما عسكرية وأمنية. غير أن هذه التحديات ليست غريبة على شعب الجنوب الذي خبر المواجهة في محطات عديدة من تاريخه.


إنها لحظة قرار وامتحان، لحظة الإرادة الجمعية للشعب الجنوبي، حيث يلتقي الإجماع السياسي والشعبي والعسكري والأمني في اتجاه واحد، لتغدو اللحظة مصيرية للجنوب ومستقبله. هذه ليست مجرد لحظة عابرة، بل هي لحظة مفصلية وتاريخية، لحظة أمل للمستقبل، ولحظة مسؤولية كبرى تقع على عاتق الجميع.


اليوم، يتساءل الجنوبيون: هل سنكون جميعًا عند حسن الظن ونرتقي إلى مستوى هذه المسؤولية التاريخية؟ الأمل كبير، والمعنويات أكبر، تعانق السماء في مرحلة لا تحتمل التردد: مرحلة نكون أو لا نكون.