في رحاب العلم والذكر .. وداع الشيخ محمد سعيد الرباكي
نرثي فقيد العلم والدين الشيخ "محمد سعيد الرباكي"، الذي خلف والده الشيخ "سعيد الرباكي" رحمه الله، وأفنى عمره في نشر العلم بأمور الدنيا والدين برباط النور بالمكلا، وكان عالمًا مربّيًا ناصحًا، شديد الارتباط بمجالس الذكر خصوصًا موالد النبي ﷺ، ناشرًا لمعاني الرحمة والإيمان، وغرسٍ محبة رسول الله في نفوس الأُمّة.
كان الشيخ "محمد الرباكي"، دائمًا يردد بخشوع وتأمل جزءًا من دعاء الختام عند قراءته الفصل الأخير من المولد الشريف في كتاب الضياء اللامع لذكر مولد النبي ﷺ، وكان هذا الدعاء بمثابة بشارة له بالرحيل المُبارك، إذ كان يلهج قائلاً:
«وَأَصْلِحْ لَنا الأَحوالَ وَاغْفِرْ ذَنْبًا وَلا تُؤاخِذْ رَبِّ إِنْ أَخْطَأْنا .. وَاقْضِ لَنا الْحاجاتِ وَأَحْسِنْ خِتامَنا عِنْدَ الْمَماتِ وَأَصْلِحْ عُقْبانَا .. يا رَبَّ وَاجْمَعْنا وَأَحِبَّاءً لَنا في دارِكَ الْفِرْدَوْسِ يا رَجْوانا».
وقد نال شرف حُسن الخاتمة، إذ توفاه الله في ليلة جمعة بعد أن صلى المغرب والعشاء في جماعة، وحضر كعادته مجلس ذكر مولد النبي ﷺ الذي اعتاد المشاركة فيه كل خميس بين المغرب والعشاء في مسجد النور بالمكلا، ثم عاد إلى بيته ليقضي آخر لحظاته بين أفراد عائلته، حيث باغتته سكرات الموت فجأة في ساعات الليل الأخيرة، ففاضت روحه الطاهرة إلى بارئها.
رحم الله شيخنا الفاضل الفقيه "محمد سعيد الرباكي"، وجعل علمه وآثاره في ميزان حسناته، وأسكنه الفردوس الأعلى مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقًا.