الذكرى الـ69 للعلاقات اليمنية - الصينية.. فرصة نحو المستقبل
الاحتفاء بالذكرى الـ69 لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين اليمن والصين، الذي يصادف الـ24 من سبتمبر الجاري، ليس مجرد محطة بروتوكولية، بل علامة فارقة في مسار طويل بدأ عام 1956، حين كانت بكين من أوائل العواصم التي اعترفت باليمن وأقامت معه علاقات رسمية، وهو ما يمنح هذه المناسبة قيمة إضافية تستحق التوقف عندها.
لقد تركت الصين بصمات واضحة في مسار التنمية اليمنية من خلال مشاريع تنموية وبنى تحتية بارزة، مثل مستشفى الصداقة في عدن، وملعب 22 مايو الدولي، ومصانع الغزل والنسيج في صنعاء وعدن، إلى جانب العديد من الطرق والجسور. هذه الإنجازات لم تكن مجرد منشآت، بل شكلت جسوراً من الثقة والاحترام عززت متانة العلاقات بين الشعبين.
وفي ظل التحديات التي واجهها اليمن منذ اندلاع الحرب عام 2015، حافظت الصين على موقف ثابت، داعم لوحدة اليمن وسيادته، ومؤكد أن الحل السياسي والحوار يمثلان السبيل الأمثل لإنهاء النزاع. كما واصلت تقديم المساعدات الإنسانية والطبية، لا سيما خلال جائحة كورونا، بما يعكس إدراكها لأهمية البعد الإنساني في العلاقات الدولية.
إن هذه الذكرى لا تقتصر على استحضار الماضي، بل تمثل فرصة للتطلع نحو المستقبل. فاليمن، بما يتمتع به من موقع استراتيجي على باب المندب، مؤهل لأن يكون جزءاً محورياً من مبادرة "الحزام والطريق" الصينية، الأمر الذي يمكن أن يفتح آفاقاً واسعة أمام الاستثمار في قطاعات الموانئ والطاقة وإعادة الإعمار.
كما أن الدور الصيني في مجلس الأمن، وما تتبناه بكين من خطاب دولي يرتكز على احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، يمنح اليمن أفقاً سياسياً يمكن البناء عليه لتجاوز حالة الاستنزاف التي يعيشها، والانطلاق نحو مرحلة جديدة من الاستقرار والتنمية.
إن مرور 69 عاماً على العلاقات اليمنية – الصينية ليس مجرد حدث تاريخي، بل هو تأكيد على أن هذه الشراكة قادرة على التطور ومواكبة التحولات الدولية، بما يخدم مصالح الشعبين ويعزز فرص التعاون في المستقبل.