الجنوب بين فوضى الإعلام وصوت العقل الغائب
يقف الجنوب على مفترق طرق وصعب ووعر ويحتاج في ذلك للعقول الواعية لتجاوز محنته ويهاجم ليلا ونهار بحرب ضروس من قبل إعلام مناهض ومرتب ويدار بعقلية أمنية خطيرة وخبيثة تستهدف النسيج الاجتماعي أساسا لكسره وتحطيمه .
بالمقابل يقف إعلامنا الجنوبي في موقف لا يحسد عليه للاسف مقسوم مابين إعلام يصور البلد بأنها تعيش الرقي والنهضة والتقدم وان الشعب مستمتع بالعيش والوضع فيه، هذا الإعلام المدعوم من قبل جهات رسمية للاسف معزول عن الشارع ومفصول وليس له أي تأثير ولا يستطيع صناعة اي وعي أو خلق فكرة أو محاربة ظاهرة سيئة مجتمعيا أو وطنيا .
بالمقابل هناك إعلام آخر يقف على النقيض من ذلك لا يقف عن الهجوم والحرب واللعن والبحث عن السيء لا ظهاره وتصويره على أنه وجودي وثابت ،
معركتهم اليوم هي لنبش الرائحة وإخراجها للعلن تقف على رأسه مجموعة من العوامل جهات معادية للقضية ، شخوص تضررت من الوضع، شخصيات فقدت مواقعها وأماكنها ، رجالات تم محاربتها ولها دور كبير وملموس في الفترات السابقة وغير كثير من العوامل .
ومابين ذلك وذلك تقع البلد مستباحة لإعلام خبيث وفكر خطير وحرب شعوى ومواطن أصبح لقمة سائقة لفكرة يتم صناعتها وتدويلها لحرب نفسية يستفيد منها مشروع سياسي مناهض للقضية الجنوبية .
الوسطية التي نحتاجها اليوم إعلام وسطي حقيقي يضع النقاط على الحروف صوت للمواطن المغلوب على أمره وصد وحائط دفاع عن الوطن ،
نحتاج لإعلام يلامس المواطن ويخلق وعي حقيقي وقادر على العمل في الظروف الصعبة .
إعلام يحارب السوء فينا ويعالج الوباء المنتشر ولا ينحاز إلى لصوت الحق يثق فيه المواطن ويدافع عن المكتسبات والثوابت .
فهل نجد ذلك ونجد من يساعد وينمي ويقوي ذلك الصوت ؟