الرحمة يا إبراهيم البكري.. فما معهن إلا أبوهن

تذرف الدموع من عيوننا حسرة وحزنًا على البريئة حنين، وتتجدد ونحن نرى بنات حسين هرهرة ينعين أباهن، ويقلن بصوت منكسر: ما عندنا إخوة ما معنا إلا أبي. 

   قهر وحزن جلبته للأسرتين ولنا جميعًا لحظة غضب لا بارك الله في الغضب، ونراها تسري في كل الأنحاء لتحصد روح حسين هرهرة وهو يستاهل هذه اللحظة، ولكننا نعود ونقول: لعل قلب إبراهيم البكري يرق لدموع تلك الفتيات اللائي خرجن يستعطفن أباهن إبراهيم البكري. 

   ما أصعب اللحظات تمر على حسين هرهرة وعلى بناته وزوجته وكل أقاربه، وهي لحظات صعبة تمر كذلك على إبراهيم البكري وأسرته، وتمر تلك اللحظات صعبة علينا كلنا وعلى كل ذي قلب رحيم. 

   أتمنى أن يعفو أخونا إبراهيم البكري، ويحتسب أجره على الله، ويعتق رقبة من بين حبال المشنقة، ليُفرح بهذا العفو بناته وأهله، وليكون هذا العفو له رصيد في الآخرة، ونسأل الله أن يجمع بين حنين ووالديها في الفردوس الأعلى من الجنة.

  ما هي إلا ساعات وفيها ينفذ القصاص في حق المدان حسين هرهرة، أو أن هذه الساعات ستأتينا بنبأ ممن هم أهل للصفح والعفو والكرم أسرة إبراهيم البكري، وساعتها سنهتف وسنظل ندعو الله أن يرحم البريئة حنين وأن يصبر أهلها، وسنقبل البكري على رأسه الشامخ الذي يطلب عفو ربه، وإن لم يسامح سيلفنا الحزن على تلك الفتيات اللائي نعين أباهن قبل مقتله، ولكن هناك شعور جميل يساورني بأن إبراهيم البكري سيعفو في آخر اللحظات، فيا الله ألهمه الصبر، وارزقه العفو، ورحم الله الطفلة حنين، ولا نملك إلا أن نقول: الرحمة يا إبراهيم البكري.. فما مع البنات إلا أبوهن.