(حكايات)  يوم ساخن.. حين اصبنا طائرة قائد الجيش علي عنتر 

أبين الان: 

يكتبها /صالح ناصر سالم الحنشي

كنا منتظرون إن يجهز طعام الفطور.. عند التاسعة من صباح أحد أيام 1972م والحرب مستعرة بين اليمنين الجنوب والشمال وكنا نسمع ضجيج إطلاق النيران في (أمصريح، بلاد الصبيحة) ورغم إن لواءنا في الخط الثاني وليس على خط المواجهة المباشرة..لانه لواء جديد كل منتسبيه صغار السن ماعدا القادة والفنيون ..الخ. أتصل جندي المراقبة..ان طائرة الهليوكبتر متجهة إلينا...

القائد المخضرم / مهدي باعزب وعبدالله سالم الحنكي, وبقية الضباط عيونهم مركزة على القائد إعطاء الأوامر..اذا اقتربت اطلقوا النار عليها عمل بوق إنذار إستعداد قتالي!

كل الجنود باسلحتهم وفي الدفاعات عيونهم مركزة في السماء على هذه الطائرة التي تريد مهاجمتنا في الصباح ونحن نراهها بوضوح !

أقتربت أكثر ... أُطلقت عليها النيران... كنا نرى الرصاص حق الدوشكا يشعل فيها... بسرعة هائلة نزلت بجانب تل كبير واختفت... عن الأنظار بقينا نحملق وننظر ماذا سيحدث هل ستنفجر أم لا؟! 

فجأة يطلع من التل علي عنتر يستنكر ويلعن ويسب .. قائد الجيش تلك الأيام...قمنا ومشينا مع قائد اللواء وعمل له تحية..

قال: ماعندنا أي إشعار بقدومكم الاخ القائد...ونحمل المسوؤلية عمليات وزارة الدفاع !

معي في الطائرة قائد الأسطول الخامس السوفياتي وأركان الأسطول وفنيون، ذهبنا معهم الى جزيرة ميون يتفقدوها واخبرنا العمليات أننا بعد زيارة ميون بانزوركم..قال له باعزب: ماعندنا أي إشعار أبدا!!!

الحمدلله كانت السلامة

 قدم الجنرالات الذي معه وصعدوا فوق الموقع الذي اطلقت منه النيران عليهم...كان (علي عنتر) يقول لنا : اخترق الرصاص الطائرة قفزوا الروس فوق وتحت قائد الأسطول يريدوا حمايته... وأنا : ولا واحد قفز علي لحمايتي، ثم جلس ياكل مع الجندي الذي أطلق النار والجندي ولد لايتجاوز 18 سنة من مديرية (نصاب) هذا الولد مندهش..وهو يقول له: كل كنت بتقتلنا.. لاتخاف حرام أنك بطل

وبعد أن تفقد هو ومرافقيه المواقع صعدوا في طائرتهم وعادوا للاسطول وعمنا - علي - عاد إلى (عدن) وطرد مدير العمليات من الجيش..واحاله سالمين للاسماك!!!

كل الجنود والقادة يتذكرون ذلك اليوم الساخن!!!!