الجرائم في العربية اليمنية والتنديد بها كالضرب في حديد بارد أمام أقلام أهلها
تؤلمني المآسي الإنسانية من انتهاكات وجرائم ليس لنا بها أي من الأغراض السياسية ولكنها من باب الإنسانية لدي لم يعجز الخاطر عن التعبير ولم يهدأ القلب عن الغضب.
فوجعنا صباح اليوم بالجريمة البشعة التي حصلت في محافظة تعز اليمنية جريمة لا يمكن تبريرها ولا السكوت عنها انتهاك صارخ ليس فقط من جهة مسؤولة بل من جهة يفترض بها أن تحمي الإنسان وتصون كرامته. الضحية هذه المرة كانت امرأة يمنية شريفة، مديرة وحدة النظافة والتحسين بمحافظة تعز، افتهان المشجري، التي اغتيلت بطلقة نارية غادرة في مشهد يختزل كل معاني التخلف والوحشية. رحمة الله عليها وعلى كل ضحايا الصمت والتجاهل.
هذه الجريمة ليست الأولى ولن تكون الأخيرة ما دام الصمت هو الرد وما دامت الأقلام التي يفترض بها أن تكتب الحقيقة تفضل الانحياز والانتقائية. أقف اليوم لأتساءل أين الإعلام؟ أين الصحافة؟ أين الكلمة التي يُفترض أن تكون صوتًا للعدالة؟ لماذا لا نرى إدانات واضحة من أولئك الذين يملؤون صفحاتهم بالحديث عن الجنوب ويحولون كل حادثة فيه إلى قضية رأي عام بينما يتجاهلون جرائم بشعة في مناطق أخرى وكأنها لا تستحق الذكر
إن هذا التواطؤ الإعلامي لا يقل خطورة عن الجريمة نفسها، فهو يشرعنها بالصمت ويمنح مرتكبيها غطاءً من التجاهل. هؤلاء الذين يتغنون بالحرية والعدالة هم أنفسهم من يصمتون حين تُغتال امرأة في وضح النهار فقط لأن الحديث عنها لا يخدم مصالحهم أو أجنداتهم.
إننا نعيش في زمن باتت فيه الإنسانية تُقاس بالموقع الجغرافي والانتماء السياسي لا بالقيم والمبادئ، وهذا ما يجعلنا نعيد النظر في دور الإعلام وفي صدق من يدّعون الدفاع عن حقوق الإنسان بينما هم أول من يتخلى عنها حين لا تتوافق مع مصالحهم.
في الختام هل للحداد كيراً يسخن الحديد صنع في الجنوب
ودمتم في رعاية الله وحفظه