الضيق والعسر في حياة المواطن
بقلم ا.د.الخضر حنشل
يعاني  المواطن اليمني اليوم اكثر من أي وقت مضى ..من شدة الكرب وضيق الصدر مما يلاقيه من عذابات وويلات .
،فأينما  يمم وجهه وجد الضيق يحاصره حصارا لا مفر منه..وتتعدد صور الضيق وتتنوع أشكاله..
فضيق في الحياة ،وضيق في الرزق،،وضيق بسبب فقد الأحباء في دهاليز الحياة التي تسقيه كاس المرارة كل يوم ...وضيق في السكن،،وضيق في نقص الخدمات من ماء ،وكهرباء ونحو ذلك،وضيق في الصحة ،وضيق في الرؤية فلم تعد عيناه ترى في الأفق وميض أمل يتشبث به،،
لقد أكلت سنوات الحرب العشر العجاف معظم مخزون الصبر الذي كان يتحلى به الإنسان اليمني المعهود له- قديما وحديثا- بالصبر والجلد في الملمات،،
أجهزت تلك الحرب العبثية على كل احتياطات الصبر في نفسه فلم يعد للصبر مكان في قاموسه اليومي ...
صار معظم الشعب المنكوب ..إلا قلة من الطواغيت المفسدين في الأرض ..في حضيض يملأ جنبات الوطن من أقصاه إلى أقصاه ..وحتى الاحلام لم تعد بلون الورد بل صارت أحلاما رمادية بلون البؤس والرزيا  فأقصى مايحلم به المواطن اليوم هو وصول راتبه في نهاية الشهر مع أنه  لم يسد ابسط مقومات الحياة البشرية الكريمة ..
ومع عسف الحياة ،وظلم المتجبرين فإن الله سبحانه وتعالى بيده مقاليد الأمور يدبر الأمر ويرفع الضيق والبلاء ،،فلا ملجأ يحميك ايها المواطن الصابر المجاهد الا الله فليس امامك سوى باب الله أطرقه بعناية وتوكل عليه كي يرفع عنك الضيق والمحن..
فقد تجرع نبيك عليه الصلاة والسلام ألوانا متعددة من الضيق والعذاب ،فصبر وجاهد حتى أتاه اليقين...قال تعالى في سورة الحجر مخاطبا نبيه الكريم .. -ولقد نعلم أنك يضيق صدرك بما يقولون فسبح بحمد ربك وكن من الساجدين واعبد ربك حتى يأتيك اليقين .. 
فهذه هي الوصفة الربانية لعلاج الضيق والبلاء في الحياة ..لابد أن يلجأ الناس إلى الله ويسبحوه بكرة واصيلا،ويكونوا من الساجدين الذاكرين حتى يأتيهم اليقين..فما الحياة الدنيا بما فيها من نصب ووصب الا جسور للعبور قد يطول هذا الجسر وقد يمتلئ بالأشواك والردهات المعيقة، ولكن لابد من المرور في نهاية المطاف إلى الضفة الأخرى من الحياة ..تلك الحياة الأبدية التي لا ضيق فيها ولا هم ولا تحاسد ،ولا تقاتل،ولا مشقة..                        

                                            
                                        
