لعدوهم قاهرون

بقلم: حسين السليماني الحنشي

إنها الثقة بالنفس والقدرة على التغلب على الأعداء. وهذا واضح في الشعب الفلسطيني منذ أن وجدوا بهذه الأرض المباركة، فكان النصر حليفهم. 

إن التحدي الذي يواجهه الشعب الفلسطيني الأعزل وبصدور عارية، قد أذهل العالم بهذا الصمود، ولم تعمل في هزيمتهم أقوى الأسلحة التدميرية فا ضطر الأعداء إلى الحرب القذرة من تدمير المستشفيات والمدارس والمساعدات والحصار وضرب آبار المياه وتدمير البنية التحتية للمدن الفلسطينية، ولجأ العدوان إلى بث الهزيمة في الشعوب العربية والإسلامية الأقرب لهم من خلال، التشكيك في عقيدة المقاومة، وعدم امتلاكها الشرعية السياسية، وتم توجيه الاتهام لها بأنها منظمات إرهابية لا يمكن التعامل معها، لكن المقاومة، صارت تأخذ بزمام المبادرة العربية والإسلامية على حد سواء في كافة الميادين...

وهذا يثبت أنهم الشعب الجبار، ولا يستطيع التغلب عليهم على مدار التاريخ والى قيام الساعة وهم على هذا الحال"لعدوهم قاهرون" إننا نلاحظ جيش قوي يمتلك القدرة على هزيمة الجيوش بما يملكه من ترسانة متقدمة على مختلف أنواعها، ومن خلفه أقوى دول العالم تسليحا إلى جانب ما تملكه من قوة في الإقتصاد، بل أغلب دول العالم وبما فيهم الدول المحيطة بهذا الشعب الجبار. إنها تحديات بل لا نقول عنها إلا أنها آيات ومعجزات بما نشاهده في حرب غير متكافئة، حين يخرج المقاومون دون غطاء أمام الجنود والمدرعات والطائرات التي تحوم على سماء ـ غزة ـ دون توقف، ويتم إنجاز أعمالهم القتالية بنجاح لايتصوره أحد، فيبرز في هذه المواجهات ما بين المعجزات التي أعطت التفوق للمقاومين بسلاح "المسافة صفر" سلاح لا تملكه جيوش العالم... فكانت الإرادة القوية عند المقاومة لتحقيق أكبر ضرر بالعدو. نعم أنهم ـ لعدوهم قاهرون ـ كأن الله سبحانه وتعالى ، خلقهم لهذه الأرض وأمدهم بالعزيمة التي جعلت منهم شعب جبار ، أمام كل هذا الدمار والحريق والنزوح المستمر والدموع والشهداء والجرحى، إن هذه العزيمة أمام هذه الأهوال ، جعلتهم أمة لا تستسلم وهم على هذا الحال، شعب يعيش في العراء يلتحفون السماء صيفاً وشتاء، صامدون كأشجار البحر لا تنقصه الأمواج...

هذه القوة وهذا الصمود، جعل من العدو يلجأ إلى تجنيد جيوش في الإعلام يقوم بالتحريض ومن خلفه حكومات تسير على خطاه وتفتح أمامهم الأبواب المغلفة...

لكن كانت المفاجآت من حيث لا يتصورون، إن شعوب العالم الغير المسلمة، تخرج أفواجاً أمام الظلمة والمجرمين، يرفعون صور ـ غزة ـ وابطالها في مشهد يعكس مدى الأنصار لهذا الشعب العظيم ، شعب الجبارين ، فلسطين الشعب الذي لا يموت....