قادة العالم في الأمم المتحدة: تغيّر المناخ خطر حاضر يتطلب التزامات جريئة

(أبين الآن) متابعات
رئيسة جزر مارشال: الوعود لا تحمي شواطئنا ولا تمنع غرق جزرنا
من غابات أميركا الوسطى المطيرة إلى الجزر المنخفضة في المحيط الهادئ والسهول الجافة في أفريقيا، جاء القادة إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة، يوم الأربعاء، برسالة واحدة: تغيّر المناخ لم يعد تهديدًا بعيدًا، بل خطرًا مباشرًا يتطلب التزامات عالمية أكثر جرأة.
وجاءت مناشداتهم، التي صاغتها البحار الصاعدة وفشل المحاصيل وتلاشي النظم البيئية، صدى لتحذير الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في قمة المناخ:
الرسالة الحاسمة: الطاقة النظيفة تنافسية والعمل المناخي ضرورة، مؤكّدًا الحاجة إلى خفض انبعاثات درامي يتماشى مع هدف 1.5 درجة مئوية لاتفاق باريس التاريخي.
وأضاف: «نحن نعلم أنه يمكن تحقيق ذلك… يجب أن تختتم كوب30 في البرازيل بخطة استجابة عالمية موثوقة تعيدنا إلى المسار الصحيح»، في إشارة إلى مؤتمر الأمم المتحدة الثلاثين لتغيّر المناخ في نوفمبر، الذي يهدف إلى تسريع الجهود العالمية للحد من ارتفاع الحرارة وتعزيز الالتزامات بشأن الانبعاثات والتكيّف والتمويل المناخي.
وأضفت دعوة الأمين العام إحساسًا بالإلحاح على كلمات قادة العالم الذين قدّموا حسابات مؤثرة عن مخاطر وفرص المناخ في اليوم الثاني من المناقشة العامة السنوية للجمعية.
إسبانيا – تسريع التحول الطاقي
هيمنت «الأزمة الكوكبية الثلاثية» – تغيّر المناخ، التلوث وفقدان التنوع البيولوجي – على خطاب الملك فيليبي السادس الذي شدّد على وجوب تسريع التحول الطاقي العادل.
ودعا إلى مضاعفة كفاءة الطاقة، وتثليث القدرة المتجددة، والمضي في إزالة الكربون قبل كوب30، حيث تأمل إسبانيا رؤية توافق وطموح.
وقال: «هذه الأهداف طموحة بقدر ما هي ضرورية»، محذرًا من أن التردد لم يعد خيارًا.
بنما – الطبيعة خط الدفاع الأول
دعا الرئيس خوسيه راؤول مولينو كوينتيرو إلى عمل متكامل، وكشف عن «تعهد الطبيعة» الذي يوحّد التزامات بلاده في المناخ والتنوع البيولوجي والأراضي.
وأكد أن بنما، كدولة سالبة للكربون، ستذهب أبعد باستعادة 100 ألف هكتار من النظم البيئية ذات الأولوية من غابات المنجروف إلى الأحواض المائية، قائلًا: “الطبيعة خط دفاعنا الأول ضد تغيّر المناخ“.
جزر القمر – عدالة التمويل المناخي
تحدث الرئيس غزالي عثماني عن البحار الصاعدة وتآكل السواحل والأعاصير المتزايدة التي تهدد القرى والنظم البيئية، مطالبًا بوصول عادل ومبسّط إلى التمويل المناخي، مشددًا على أن الدول الجزرية الصغيرة لا تستطيع الانتظار على آليات بيروقراطية بينما منازلها تُغرق.
وأشار إلى خطة «القمر الصاعدة» القائمة على الإمكانات المتجددة والاقتصاد الأزرق والتحوّل الرقمي، لكنه حذّر من أن غياب الدعم الدولي قد يعرقل هذه الخطط بسبب الديون وعدم تحرك العالم.
ناميبيا – الربط بين المناخ والتصحر
ربطت الرئيسة نيتومبو ناندي–نديتواه تأثيرات المناخ بالمعاناة اليومية، مستشهدة بجفاف وفيضانات مطوّلة جففت الأنهار وعطّلت الحياة.
وأعلنت سعي ناميبيا لاستضافة المركز الإقليمي الأفريقي للصندوق الأخضر للمناخ، مؤكدة أهمية تنفيذ «إعلان ناميب» لمكافحة تدهور الأراضي وربط العمل المناخي بمحاربة التصحر.
جويانا – التنمية منخفضة الكربون
شدد الرئيس محمد عرفان علي على أن المناخ والتنمية لا ينفصلان، موضحًا كيف تحمي بلاده الغابات وتعزز دفاعات السواحل وتتقدم في استراتيجية التنمية منخفضة الكربون لإثبات أن النمو الاقتصادي يمكن أن يتماشى مع حماية البيئة.
وأشار إلى أن غويانا أصبحت بائعًا للأرصدة الكربونية وفق المعايير الدولية، موضحًا أن «للطبيعة قيمة ملموسة».
جزر مارشال – مسألة بقاء
حذرت الرئيسة هيلدا هاين في واحد من أكثر المداخلات إلحاحًا من أن الوعود وحدها لا تنقذ الجزر الغارقة:
«لقد سمعنا الوعود – لكن الوعود لا تستعيد الأراضي في الجزر المرجانية، ولا تبني دفاعات المنغروف، ولا تحمي مستشفياتنا ومدارسنا من البحار الصاعدة أو تحافظ على استقرارنا الثقافي المرتبط بأرض تنزلق تحت الأمواج».
وأكدت أن «هذه الأمور تحتاج إلى المال»، داعية المجتمع الدولي لسد فجوة التمويل المناخي البالغة تريليون دولار خصوصًا للتكيّف والخسائر والأضرار، ومشددة على ضرورة أن تقدّم الدول، قبل كوب30، خططًا أقوى توضح مسارًا واضحًا للتخلص من الوقود الأحفوري وخفض الانبعاثات العالمية إلى النصف خلال هذا العقد.