هل ماصة المشربات المصنوعة من القش صديقة للبيئة؟ دراسة تكشف الحقيقة

(أبين الآن) متابعات
قشات الشرب البديلة قشات الشرب البديلة
خفيفة الوزن وتكاد تكون في كل مكان، تُمثّل قشات الشرب البلاستيكية عبئًا بيئيًا كبيرًا، إذ تسدّ مدافن النفايات، وتخنق الكائنات البحرية، وتبقى لسنوات طويلة دون تحلل.
ومع القيود على المنتجات البلاستيكية أحادية الاستخدام، بدأت بعض الشركات في تصنيع قشات تُسوَّق على أنها قابلة للتحلل وصديقة للبيئة، لكن هل هي كذلك حقًا؟
دورة حياة القشة “الخضراء”
اختبر باحثون من جامعة نورث إيسترن ومعهد وودز هول لعلوم المحيطات 13 نوعًا من قشات الشرب المصنوعة من الورق واللدائن الحيوية وحشوات من قواقع المحار وغيرها.
يقول الباحث براين جيمس، أستاذ مساعد في الهندسة الكيميائية: “ركزنا على مدى دائرية المواد واستدامتها وقابليتها للتحلل”.
ويضرب مثالًا بالمواد غير الدائرية مثل القشات التقليدية المصنوعة من البولي بروبيلين المشتق من النفط، التي قد تبقى في مكبات النفايات سنوات طويلة.
نتائج مفاجئة
كشف الفريق عن أدلة على “الغسل الأخضر”، ووجد أن القشة المشتقة من غاز الميثان – أحد أقوى غازات الاحتباس الحراري – هي الأقل أثرًا بيئيًا والأخف وزنًا والأكثر قابلية للتحلل في البحر.
تقول الدراسة المنشورة في دورية Environmental Science & Technology، إن هذه القشة تمثل مثالًا عمليًا على الاقتصاد الدائري؛ إذ يُلتقط الميثان من مصادر بشرية مثل مدافن النفايات، وتحوّله ميكروبات إلى بوليمر حيوي (PHA) ، يمكن أن يتحلل في التربة ليغلق دائرة الاستدامة.
اختبار التحلل في مياه البحر
عرّض الباحثون القشات لتيار مستمر من مياه بحر “مارثاز فينيارد ساوند” في مختبر الأنظمة البيئية التابع لـWHOI، حيث تُقص القشات إلى مقاطع وتُعلّق في أحواض خاصة، ويُضخ فوقها ماء البحر على مدار الساعة لمحاكاة البيئة البحرية.
يقول كولين وارد، الباحث المشارك في الدراسة، إن هذا النظام الديناميكي يوفر تقديرات أكثر واقعية لعمر المنتجات في المحيط ويساعد في تصميم قشات أسرع تحللًا أو صياغة سياسات تحد من انتشار القشات غير القابلة للتحلل.
قشات ليست “خضراء” كما تدّعي
على الرغم من سرعة تحلل القشة المشتقة من الميثان، فإن القشات الورقية تتحلل أسرع لكن تستهلك ماءً أكثر في إنتاجها – من 10 إلى 100 مرة مقارنة باللدائن الحيوية – ما يقلل من استدامتها، خصوصًا في ظل شح المياه عالميًا.
كما وجد الباحثون، أن بعض القشات المروّجة بأنها طبيعية بسبب إضافات مثل ألياف الأغاف أو قواقع المحار تحتوي في الواقع على بولي بروبيلين غير قابل للتحلل، وأن ألوانها الخضراء أو البنية قد توحي زيفًا بأنها صديقة للبيئة.
ويخلص جيمس إلى أنه إذا كان لا بد من استخدام قشة أحادية الاستخدام، فالأفضل اختيار القشة الأخف وزنًا المصنوعة من لدائن حيوية والتخلص منها في السماد العضوي.