الزُبيدي في نيويورك.. حاملاً ملفات الجنوب والأمن والإقتصاد

ذهب الرئيس عيدروس قاسم الزُبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي ونائب رئيس المجلس الرئاسي اليمني، إلى نيويورك للمشاركة للمرة الثانية في جلسات الجمعية العمومية للأمم المتحدة ، وهو يحمل ثلاثة ملفات رئيسية تعكس حجم التحديات التي يواجهها شعبه:

-ملف قضية شعب الجنوب الساعي إلى الحرية واستعادة الدولة، وحقه المشروع في تقرير مصيره بعد فشل مشروع الوحدة اليمنية.

-الملف الأمني والعسكري المتعلق بمواجهة مليشيات الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران، والتي تمارس أبشع صور الإرهاب ضد اليمنيين وتهدد أمن المنطقة والعالم.

-الملف الاقتصادي والمعيشي الذي أصبح يشكل عبئاً ثقيلاً على كاهل المواطن في المناطق المحررة الخاضعة لسيطرة الشرعية، ويحتاج إلى دعم إقليمي ودولي لتخفيف المعاناة وتحسين الخدمات خصوصاً مع توقف تصدير النفط بعد تهديدات مليشيا الحوثي للشركات النفطية حيث أصبح الوضع المعيشي لايطاق مع دخول موظفي الدولة الشهر الرابع بدون صرف الرواتب وارتفاع صرف العملة مقارنة بسعرها قبل الحرب في 2015م.

لم تكن مشاركة الزُبيدي بروتوكولية أو شكلية، بل جاءت مليئة باللقاءات والاجتماعات مع قيادات وشخصيات سياسية بارزة من مختلف الدول، في إطار تحركات دبلوماسية نشطة هدفها تثبيت قضية الجنوب على طاولة المجتمع الدولي باعتبارها قضية شعب حي يرفض الوصاية ويصنع مستقبله بإرادته.

في لقاءاته وكلماته أمام الجمعية العمومية، شدد الزُبيدي على أن الجنوب اليوم يقف في مواجهة مشروع إيراني توسعي يتمثل في مليشيات الحوثي حيث الجبهات مازالت مشتعلة منذ عشر سنوات على الحدود مع الجنوب إلى اليوم، و لم تكتفِ بقتل اليمنيين وتفجير المساجد والبيوت واعتقال النشطاء والناشطات والإعدامات للمعارضين التي تحصل بشكل يومي ، بل مارست أيضاً أعمال قرصنة تهدد خطوط الملاحة الدولية في البحر الأحمر ومضيق باب المندب. هذه الممارسات أثرت بشكل مباشر على اقتصاد البلد بسبب رفع قيمة التأمين للبضائع والسفن كما أثرت ايضاً على اقتصادات دول الإقليم مثل السعودية ومصر ، تحت ذرائع كاذبة بمحاربة إسرائيل، بينما الحقيقة أن ما قتله الحوثي من أبناء اليمن أضعاف ما يدعي أنه يواجهه خارج حدوده ناهيك عن الأجندة والأفكار المتطرفة التي يدعو لها الحوثي والمتمثلة في استخدام الدين للحصول على امتيازات الحكم بأعتباره حق إلاهي محصور لجماعته فقط دون غيرها.

 ومن خلال خطابه، دعا الزُبيدي المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤوليته الكاملة في محاربة الإرهاب الحوثي المدعوم من إيران، والتعامل مع الجنوب باعتباره شريكاً محورياً في حفظ الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي، خصوصاً مع موقعه الجغرافي الاستراتيجي وقدرته على حماية أهم الممرات البحرية في العالم .

ورغم النجاحات الدبلوماسية والسياسية التي حققها الزُبيدي، إلا أن طريق استعادة دولة الجنوب لا يخلو من التحديات. فهناك محاولات تهميش سياسي من بعض القوى، وضغوط إقليمية ودولية تسعى لفرض حلول لا تلبي تطلعات شعب الجنوب، إلى جانب تحديات الأمن والخدمات في الداخل، والحملات الإعلامية المضللة التي تحاول تشويه مشروعه الوطني التي تقوم بها جماعة الإخوان ومن على شاكلتهم من الجماعة التي مازالت تعتنق مقولة " الوحدة أو الموت ". ومع ذلك، فقد أثبت الزُبيدي أنه يمتلك الإرادة الصلبة والقدرة على تحويل هذه التحديات إلى فرص تعزز حضور الجنوب في المعادلة السياسية الدولية.

إن ما يميز تحركات الزُبيدي هو وضوح الرؤية وصراحة الخطاب فهو يضع قضية الجنوب في إطارها المحلي والإقليمي والدولي باعتبارها ركيزة أساسية للأمن والسلم العالمي. ومن هنا، فإن مشاركته الثانية في أروقة الأمم المتحدة تشكل علامة فارقة في مسيرة النضال السلمي الجنوبي، وخطوة متقدمة نحو تثبيت قضية الجنوب على طاولة النقاش في أرفع المحافل الدولية .