دوعن ومعاناة ممتدّة

ومن لا يعاني في هذه البلاد؟ شرقها وغربها، شمالها وجنوبها.. المعاناة تمتدّ حيثما اتجهت
في حضرموت، محافظة النفط والخيرات والثروات، لا يلوح على أهلها شيء من كل ذلك. الكهرباء تتدهور، وفي دوعن تحديدًا يعيش الناس منذ أسبوع بلا كهرباء..
في عدن اعتدنا أن يتضامن الآخرون معنا، لكنني وجدت نفسي هذه المرة متضامنًا مع أهلنا في دوعن، بشعور غريب وموجع..
أتواصل مع الأهل هناك فلا يجيدون سوى لغة التحسّب والدعاء.. ولمن تُرفع كل هذه الدعوات؟ إلى مدير عام، أم إلى شركة الإهرام، أم إلى السلطة والمحافظة والدولة جميعًا!
كل صيف أشدّ حرًّا من سابقه، وكل عام أسوأ حالًا في الخدمات..

يا بن ماضي.. ويا وزير الكهرباء الحضرمي مانع بن يمين، دوعن الحضرمية بلا كهرباء لأسبوع.. ومع أنه طوال الأشهر الماضية لم تكن تشتغل الكهرباء سوى أربع ساعات في اليوم.. ولكن هذه الأربع ساعات التي لا تكفي لشيء، أصبح الناس بحاجة ماسة لها! هكذا أوصلتموهم مشكورين..
من لهذا الشعب، وإن لم نخاطبكم من نخاطب وإلى أين ترفع المناشدات؟!.. لم نعد ندري

بالأمس كانت ذكرى ثورة سبتمبر، وبعد أيام تحلّ ذكرى ثورة أكتوبر، وبعد شهرين ذكرى ثورة نوفمبر.. كل هذه الثورات، كل هذه الانتفاضات، كل هذه الأيام العظيمة، وما زلنا نعيش مرتهنين .