ما الذي دفع حركة حماس للقيام بعملية طوفان الأقصى ؟

قامت حركة حماس بعملية طوفان الأقصى بعد أن اكتملت الكثير من الترتيبات للعملية: إعداد المزيد من المقاتلين، حيازة كميات من الأسلحة المطلوبة للمواجهة، تجهيز شبكة أنفاق في مداخل ومخارج مدينة غزة.
الإعلان عن العملية وتحديد توقيتها كان شأن داخلي (فلسطيني)، لم يكن للخارج وعلى وجه الخصوص إيران أي علاقة بذلك، فطهران لم تعلم بما حدث، ولم تنسق مع حماس بهذا الصدد.

نعلم جميعا بمخاطر المواجهة الشاملة مع الصهاينة، وما ينجم عن ذلك من نتائج خطيرة، للفجوة الهائلة بين المقاومة وجيش الاحتلال من حيث العدد والعتاد والدعم الخارجي الذي يتلقاه الأخير، لكن قرار المقاومة تفجير الوضع كان خيار أخير في أيدي المقاومة لا رجعة عنه بعد أن رأت الأنظمة العربية تهرول للتطبيع مع الكيان الإسرائيلي، في حين يستمر الاستيطان داخل الأراضي الفلسطينية وتجريف أراضي المواطنين، وتستمر مع ذلك أعمال تهجير وطرد الفلسطينيين من أراضيهم.

أصبحت المقاومة أمام واقع مخيف يستهدف تصفية القضية الفلسطينية، فقررت أخيرا عدم الصمت أمام سياسة تشريد ما تبقى من سكان فلسطين، كون الاحتلال لا يعترف أصلا بدولة فلسطينية، ولن تتوقف حدوده عند حد معين، بل قد تصل أطماعه لضم المزيد من الأرضي العربية خارج الحدود الفلسطينية ذاتها، وما اتفاقيات السلام الموقعة مع الجانب العربي، إلا نوع من المناورة لكسب الوقت.
إن لم تحدث عملية المواجهة مع جيش الاحتلال في 7 أكتوبر 2023م، ستحدث حتما في توقيت آخر، فالكيان الإسرائيلي لم ولن يقبل بحيازة الفلسطينيين على أي نوع من الأسلحة، ودوما يتحدث عن سلطة فلسطينية منزوعة السلاح.
إن إبادة وتشريد الفلسطينيين في غزة وغير غزة بهذه الفضاعة، مخطط صهيوني قديم، كُشف النقاب عنه مؤخرا، ونُفذ على أرض الواقع.

لقد كشفت حرب الإبادة الصهيونية للعالم حقيقة هذا الكيان المجرم، وبطلان ادعاءاته بأرض فلسطين، كما وضعت دولة الكيان في عزلة دولية، علاوة عن شعور العالم بخطيئة الاعتراف بدولة الكيان على أرض فلسطين بعد قتل وتشريد سكانه الأصليين، كما عكست تلك المجازر زيف الادعاءات الغربية بالديمقراطية وحقوق الإنسان، وقادت دول العالم للتنديد بها والمسارعة بالاعتراف بالدولة الفلسطينية، كحق إنساني مكفول يضمن لهذا الشعب الحياة بأمن وسلام كأي شعب من شعوب الأرض، بدلا من تركه يتخطفه الموت والضياع داخل أرضه وفي الشتات، وخطوة الاعتراف تلك ستتبعها خطوات جريئة، تصب في مصلحة الشعب الفلسطيني المظلوم.