حكومة تعيش في البذخ.. وموظفون يتجرعون مرارة الحرمان من أبسط حقوقهم

عن الراتب أتحدث عن حق الموظف الذي تحول إلى معركة يومية من أجل البقاء.

يعاني الموظفون في المناطق المحررة في السلكين المدني والعسكري من تأخر صرف مرتباتهم للشهر الرابع على التوالي دون أن يلوح في الأفق أي تحرك جاد أو مسؤولية حقيقية من قبل الحكومة التي يبدو أنها منشغلة أكثر بجمع الأرصدة وصرف الإعاشات لأشخاص يعيشون خارج البلاد بينما الموظف في الداخل يصارع قسوة الحياة ويكافح يومياً لتوفير لقمة العيش التي باتت بعيدة المنال في ظل انقطاع المرتبات.

المفارقة المؤلمة أن الحكومة لا تشعر بما يعانيه المواطن فهي تعيش في ترف مبالغ فيه متنقلة بين الدول متنعمة بأفخر المأكولات والفنادق بينما الشعب يئن من الجوع أبناء المسؤولين في أرقى المدارس والجامعات بالخارج فيما أبناء عامة الشعب لا يجدون حتى مصروف وجبة الإفطار.

إن استمرار هذا الصمت المريب ينذر بكارثة إنسانية واجتماعية لا تحمد عقباها وعلى الحكومة أن تصحو من غفلتها وأن تدرك أن مسؤوليتها الأولى ليست السفر ولا المؤتمرات ولا تقاسم المناصب بل القيام بواجبها الأخلاقي والإنساني قبل أي شيء إن كانت حقاً تريد الإصلاح وبناء دولة تستحق أن يضحي من أجلها مواطنوها.