لقاء الطيار العبار واليافعي نفحة إنسانية تذكّرنا بما أهملناه

(أبين الآن) كتب: جهاد حفيظ
في زمن صارت هموم المعيشة والواقع الاقتصادي والسياسي المرير تطحن الجميع وتسرق منا حتى ذكرياتنا الجميلة وعلاقاتنا الثمينة تأتي بعض اللقاءات كندى على أرض قاحلة اللقاء الذي جمَع الطيار أحمد محمد العبار بزميله القديم الطيار زكي اليافعي وتوالت اللقاءات بحضور نجله ناصر والأديب والطيار زكي وقريب الطيار الأستاذ أحمد العبار كان أكثر من مجرد صورة عابرة لقد كان مشاعر صادقة بالأمل والوفاء والتجديد.
هذا اللقاء الذي كانت مبادرة الطيار زكي اليافعي جزءاً أصيلاً منه يوضح كيف أن اللقاءات البسيطة يمكن أن تكون صحوة للضمير توقظ فينا قيماً إنسانية جميلة كادت تغفو تحت وطأة هموم الحياة جسر للمصالحة ليس فقط مع الآخرين بل مع ذواتنا التي أرهقها الشتات والنسيان إعادة اكتشاف للعلاقات الثمينة التي تشكل سنداً حقيقياً في رحلة الحياة لكن الغبار تكاثف عليها من جراء انشغالاتنا والأوضاع الصعبة التي يعيشها الوطن.
العلاقات الإنسانية مثل الجواهر الأصيلة قد يغطيها غبار الزمن والأزمات لكنها تبقى في أعماقها ناصعة تحتاج فقط إلى من ينفض ذلك الغبار عنها لتعود لتلمع من جديد كما لمعت في تلك الصورة التي تجمع بين الأصدقاء القدامى والأبناء.
وعتاب يستحق الذكر لابد هنا من توجيه عتاب بلغة القلب والوطن إلى السلطة المحلية في المحافظة والمديرية وإلى القيادات العسكرية من أبناء أبين خاصة والجنوب واليمن عامة لماذا نرى مثل هذا التكريم والإشادة يأتيان متأخرين أو لا يأتيان إلا بعد مبادرات فردية لماذا لا تكون هناك مبادرة رسمية مستمرة من وزارة الدفاع والرئاسة العامة للأركان والقوات الجوية لتكريم رموزنا وأبطالنا الذين قدموا للوطن؟
هذا التكريم ليس مجرد حفلة أو وسام بل هو رسالة تطمئن بها قلوب الآلاف ممن مروا بظروف قاسية وتعرضوا للإقصاء والإهمال مثل الطيار أحمد العبار إنه اعتراف بالجميل وترميم للكرامة وإعادة للثقة بين أبناء الوطن ومؤسساته.
في الختام نقول بارك الله في هذه اللقاءات الطيبة التي تبعث الدفء في القلوب وتعيد للأمل بريقه وتذكرنا أن الإنسان في زمن المحن هو أغلى ما نملك.