طهران ليس حصناً منيعاً

طهران ليس حصناً منيعاً

أبين الآن /خاص

بقلم / خالد سلمان

لم تغتل إسرائيل إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحماس ، في قطر لم تغتاله في تركيا ، إغتالته في طهران وللمكان دلالة مهمة ، أن جهاز المخابرات الإسرائيلية أراد ان يوجه رسالة سياسية، بأن طهران ليس حصناً منيعاً لأحد ، وأننا نستطيع أن نصل لمن نشاء وحيثما كان ووقت نشاء.
حماس تحدثت عن إغتيال رجلها الأول بغارة إسرائيلية، إستهدفت مقر إقامته في طهران ، وإن كانت حقاً تلك الغارة جوية فإننا أمام خرق كبير لمركز وعمق ما يسمى بمحور المقاومة، بما يعنيه ذلك من الهشاشة العسكرية، ما مكن إسرائيل من إختراق أجواءها دون أن آن تتصدى لها الدفاعات الجوية ، وخرق كهذا يكسر الهيبة الإيرانية ويسقطها من قائمة تنصيف القوة الإقليمية.

صحيح تم إغتيال العديد من الخبراء النوويين الإيرانيين بعبوات لاصقة ، ولكن ما يفرق هذه الإغتيالات عن إغتيال اليوم لهنية ،أن الرجل مطلوب للتصفية ، وأنه محاط بحماية أمنية معززة بكل الإمكانيات البشرية والتقنية ، وأن إغتياله في توقيت متقارب مع تصفية فؤاد شكر سليماني حزب الله ، يوجه إهانة بالغة القسوة لإيران ، ويضعها في خانة العجز وقلة الحيلة أزاء مواجهة تغول المخابرات الصهيونية.

هل سترد وتستعيد طهران هيبتها المبعثرة ، وتدافع عن سيادتها المنتهكة؟ ، أم ستفر من إستحقاقات مابعد هذا الإغتيال، نحو القول المكرور الباهت الهروبي : سنرد في المكان والزمن المناسبين؟.

كل قيادات ماتسمى بالمقاومة منكشفة أمنياً ، وبالتالي ضربها هو قرار إسرائيلي أحادي بإمتياز ، دون خشية من كسر قواعد الردع والذهاب إلى حرب إقليمية ، تخشاها قبل إسرائيل إيران، تتجنبها ولاتريد إشعالها.

قطر رحلّت هنية لأنها تعلم جيداً وتم إبلاغها بقرار الإغتيال، وربما مررت معلومات سهلت للموساد عملية التنفيذ .

تصفية أبرز وأكبر شخصيتين في محور واحد شكر وهنية بساعات قليلة ، ليس نهاية مسلسل الإغتيالات ، بل هو فاتحة الكتاب، وأن قيادات الصف الأول الحوثي ليسوا خارج أهداف الموساد، وان حيواتهم تحت رحمة من يرفعون ضدهم كل جمعة شعارات الموت لهم ، فيهديهم الموساد الموت جماعات وفرادى وإن كانوا في كهوف محصنة .