الأستاذة القديرة جُنيّة السنيدي.. شخصية تربوية وإدارية ملهمة ومسيرة حافلة بالبذل والعطاء في يافع

«شخصيات تربوية يتناولها منتدى القارة التربوي بيافع محافظة أبين»

في ميدان التربية والتعليم تتألق شخصيات تصنع بصمة لا تُمحى، ومن أبرز هذه الشخصيات النسائية في يافع الأستاذة جُنيّة عبّادي عبدربه السنيدي التي كرّست حياتها لخدمة التعليم، وساهمت في دعم الفتيات والمعلمات، ورسّخت حضورها كرمز تربوي ملهم.

الميلاد والنشأة

الاسم: جُنيّة عبّادي عبدربه علي السنيدي
تاريخ الميلاد: 1966م – منطقة رباط السنيدي، مديرية يافع رصد، محافظة أبين.
السكن الحالي: أسفل حمومه.
الحالة الاجتماعية: متزوجة وأم لستة أبناء.

بدأت رحلتها التعليمية عام 1972/1973م في مدرسة المنصورة بالرباط، حيث درست الصفوف الثلاثة الأولى في ظروف متواضعة تحت ظلال الأشجار، بسبب ازدحام الطلاب ونقص المباني حينها. واصلت تعليمها حتى أكملت المرحلة الموحدة، وكانت من أوائل الطلاب اللذين طُبق عليهن نظام السلم التعليمي الجديد للمدرسة الموحدة ذي الصفوف الثمانية (ابتداءً من الصف الخامس عام 1976/1977م). وكانت الأستاذة جنية جُنيّة عبّادي يمن ضمن الطلاب في تلك المدرسة التي كان لي الشرف بتدريسهم لهذا المنهج في مواد العلوم والإنجليزي والبوليتكنيك الزراعي للصفوف السادس والسابع للأعوام الدراسية 77/78م و78/79م أثناء إدارة المدرسة من قبل المرحوم محمد حسين عبدالله الفقيه – الله يرحمه – واستمرت بدراستها حتى تخرجها عام 1979/1980م.

التحقت بعدها بثانوية الشهيد سالم صالح محمد برصد ضمن أول دفعة يتم استيعابها عند تأسيس الثانوية، لكنها لم تتمكن من إكمال الصف الرابع الثانوي لعدم توفره آنذاك داخل المديرية، الأمر الذي أعاق استكمالها المرحلة الثانوية خارج المنطقة.

التوظيف والتدرج الوظيفي

بدأت مسيرتها المهنية في نوفمبر 1984م بالعمل في مكتب الإشراف التربوي برصد ضمن خدمة وطنية لمدة عامين. ثم واصلت عملها في مكتب التربية لمدة ثلاث سنوات، وأسهمت في الحملة الوطنية لمحو الأمية وتعليم الكبار، إضافة إلى أنشطتها ضمن اتحاد نساء اليمن، حيث حصلت على شهادة "رائد" تقديراً لعطائها، إلى جانب العديد من الشهادات التقديرية الأخرى.

عام 1987م انتقلت إلى مدرسة المنصورة معلمة أثناء إدارة الأستاذ محمد صالح سالم بن سعد، وقد صادف معاينتها من قبلنا أثناء نزول التوجيه الفني إلى المدرسة، فكانت من أفضل المعلمات أداءً وتقييماً، كما كانت تحب عملها، وقد اتضح ذلك من خلال تقييم عمل الموجهين وإدارة المدرسة. واستمرت في أداء رسالتها التربوية حتى عام 2011م، حين جرى تعيينها مديرة لمدرسة الفلاح بمنطقة أسفل حمومه.

كانت المدرسة آنذاك فرعاً صغيراً تابعاً لمدرسة المنصورة بثلاثة فصول (من الأول إلى الثالث ابتدائي)، ثم استقلت عام 1996/1997م، وتطورت تدريجياً لتشمل الصفوف حتى التاسع، مع إنشاء سكن متكامل للمعلمات بجهود الأهالي.

وخلال مسيرتها التربوية، كان لها دور بارز في:

- تشجيع الفتيات على الالتحاق بالتعليم في وقت كانت فيه معوقات عديدة.

- تحفيز معلمات الريف على حضور الدورات التدريبية في زنجبار.

- المساهمة المجتمعية عبر تحفيظ القرآن الكريم، وإقامة المحاضرات الدينية والتوعوية للنساء.

الإنجازات والتقديرات

حصلت الأستاذة جُنيّة عبّادي على:

- العديد من شهادات التقدير ورسائل الشكر من وزارة التربية والجهات الرسمية.

- إشادات من المجتمع المحلي نظير جهودها في دعم العملية التعليمية وتطويرها.

- تقدير خاص لجهودها في تنمية قدرات الفتيات والمعلمات، وتعزيز الوعي بأهمية التعليم.

الصفات المهنية والشخصية

تتميز الأستاذة جُنيّة عبّادي  بامتلاك بيانات دقيقة وإحصاءات واضحة، وتقاريرها دائماً مضبوطة وموثوقة. كما يُعرف عنها تعاملها الصادق، وحرصها الشديد على كل الممتلكات، مما جعلها مثالاً يحتذى به في الإدارة التعليمية والالتزام المهني.

الختام

أُحيلت الأستاذة جُنيّة عبّادي السنيدي إلى التقاعد بعد خدمة امتدت 35 عاماً بين العمل الإداري والتدريسي، توزعت بين مكتب التربية برصد ومدرستي المنصورة والفلاح. لكن أبناء المنطقة والداعمين للعملية التعليمية تمسكوا بوجودها، فأصروا على استمرارها في إدارة مدرسة الفلاح بعقد تعاقدي حتى اليوم، لما تحظى به من ثقة ومحبة الجميع. وللأمانة فقد أشاد فريق التوجيه الفني بعمل مدرسة الفلاح خلال عدد من الزيارات لما تميزت به من انضباط وإعداد ووسائل تعليمية وعمل مميز من قبل الطاقم التعليمي، وهذا يعود لكفاءة وقدرات المديرة القائمة بالعمل.

لتظل الأستاذة جُنيّة عبّادي السنيدي علماً من أعلام التربية والتعليم في يافع، ورمزاً مضيئاً للإخلاص والعطاء، وسيرة ملهمة تحتذى في خدمة الأجيال.

???? إن سيرة الأستاذة جُنيّة عبّادي ستبقى منارة تهتدي بها الأجيال القادمة، وستظل بصماتها شاهدة على رحلة كفاح ووفاء للتعليم في يافع، بما قدمته من جهد وتضحية وإخلاص ستظل محفورة في ذاكرة المجتمع.