معركة الوعي لا تقل أهمية عن معركة السلاح
بقلم: د. وسيم فضل يافعي
تتزايد في الآونة الأخيرة حملات الانتقاد التي تستهدف شخص الرئيس عيدروس الزُبيدي، والمجلس الانتقالي الجنوبي، والقوات المسلحة الجنوبية، لكن المتمعن في طبيعة هذه الحملات يدرك سريعًا أن كثيراً منها لا ينطلق من الحرص على المصلحة العامة، بل من أجندات سياسية ممولة وموجهة من قوى شمالية وأخرى جنوبية مرتبطة بها، هذه الأطراف لا تريد للجنوب استقراراً ولا للانتقالي نجاحاً لأنها تدرك أن أي استقرار جنوبي يعني سقوط رهاناتها ومصالحها الضيقة.
المفارقة أن هذه القوى التي تهاجم الانتقالي ليل نهار، تتجاهل عمداً ما يقوم به الحوثيون من جرائم وانتهاكات يومية في الشمال، وكأن لا خطر يتهدد اليمن إلا من الجنوب! هذا التناقض الفاضح يكشف أن الهدف الحقيقي ليس الإصلاح أو النقد البنّاء، بل إضعاف المجلس الانتقالي ورئيسه واستهداف الجنوب ومصيره السياسي.
لقد أثبتت الوقائع الميدانية أن القوات المسلحة الجنوبية كانت وما زالت رأس الحربة في مواجهة الميليشيات الحوثية والإرهاب على حد سواء، فقد شاركت بفعالية في تحرير شريط الساحل الغربي حتى كيلو 16 في الحديدة، ولا تزال وحدات جنوبية مرابطة هناك حتى اليوم، كما قدمت كوكبة من الشهداء في جبهات مأرب والبيضاء، دفاعاً عن القضية الوطنية الكبرى، رغم أن تلك المعارك لم تكن تخص الجنوب مباشرة.
ومع كل هذه التضحيات، تستمر بعض الأحزاب والقوى الإعلامية اليمتية في شن حملات منظمة، تتغذى على التحريض الخارجي وتعمل على تشويه صورة الرئيس الزُبيدي والمجلس الانتقالي والقوات المسلحة الجنوبية، غير أن هذه الحملات لن تنجح في طمس الحقائق ولا في قلب المعادلة، لأن الوعي الشعبي الجنوبي بات اليوم أكثر نضجاً وقدرة على التمييز بين النقد البنّاء والاستهداف الموجه.
إن معركة الوعي لا تقل أهمية عن معركة السلاح. فالوعي هو السلاح الذي يُحبط المؤامرات الناعمة، ويُبقي الجنوب ثابتاً في مساره نحو تحقيق تطلعات شعبه في الحرية والاستقرار وتقرير المصير في استعادة دولته الجنوبية الفدرالية على كامل ترابه الوطني.
ولذلك فإن الرد الأمثل على هذه الحملات ليس بالانفعال، بل بالتمسك بالثوابت الوطنية الجنوبية، وتعزيز وحدة الصف الجنوبي، ومواصلة البناء والتطوير في مؤسسات الدولة الجنوبية القادمة.