مشروع تقسيم الوطن وأنتهى الموضوع !

لن تنسى ذاكرة التاريخ ذلك الصباح الدامي في نيويورك وواشنطن حين اقتحمت ثلاث طائرات رموز التفوق الأمريكي في البنتاجون ومركز التجارة العالمي في ذلك الصباح استقيظ العالم كله على حقائق جديدة لم تكن في الحسبان ، فالقوة العسكرية المفرطة لاتكفي وحدها لحماية الاوطان وبالتالي تغيّرت المفاهيم والمصطلحات وتعدّلت السياسة الأمريكية وأصبحت بلاد العم سام غير قادرة على حماية بيتها الابيض !

  ولن ننسى في هذا الوطن المسكين صراع صنعاء وعدن ومانتج عنه وفي طريقه لتمزيق الخارطة الإدارية للبلاد ورسمها بصورة مشوهة وبطريقة خاطئة عدن تائهة ، وزنجبار عاصمة المحافظة أبين مع جمهورية جيبوتي عفواً أقصد مع صلاح الدين وفقم ، وبحر شقرة وجبال العرقوب وكذلك قرن الكلاسي وطرقات وملاعب الناصر الرياضية ومشروع الرئيس هادي للطاقة الشمسية في مديريات المنطقة الوسطى مع من ولمن ؟ 

 جاءت الجغرافية والتاريخ راضية وطائعة للتقسيم الجديد ومن غير عقد نكاح شرعي وتتحدى أيضاً الجميع رامية المبادئ والقيم والثورة والحوار الوطني خلفها ليس ذلك فحسب بل هروب من رصيد حضارتها إلى منتجات الآخرين المعلبة لنكون في الاخير وفي المستقبل القريب كمن يحرق حقله ليأكل من حقل جاره ، أو لربما أن الصرخة باتت ضرورية حين استعانوا بالرئيس القديم لتقسيم تركة الرجل المريض !

كما يجدر بنا هنا أن نوضح للقارئ الكريم أهم تفاصيل مشروع التقسيم الجديد حسب فكرتنا المتواضعة فكل مايدور على ساحة هذا الوطن اليوم من مقدمات وإغراءات وتشييد للمبان والملاعب وجمع التبرعات وغيرها هو جزء من مخطط البيع والشراء لهذه البلاد المنكوبة !

سوف تتغّير معالم هذا الوطن لامحالة وبكل بساطة وسهولة ومن غير ليه ، سننام ذات ليلة ونستيقظ على تقسيم وعرش جديد للملكة بلقيس !

  إذن لاعزاء لمن باعوا أوطانهم وهم يعلمون ما يفعلون ، فكعب بن زهير ضاقت عليه الأرض بما رحبت حين قال بانت سعاد وهو في الحقيقة لم يكن مقتنع بما قال ولكن ، لذا قيسوا الأمور ايها العشاق لهذا الوطن ، فحين فتح المعتصم عمورية لم تكن مصادفة بل ناتج عن إستغاثة امرأة ، فهل نستغيث كتلك المرأة أم أن الأمر قد دبر وقضي بليل وأنتهى الموضوع ؟