الوطن في مفترق الطرق.. هل ننجو من عنق الزجاجة؟
تشتد الأزمات وتتعاظم الخطوب وتتأجج الفتن وتتقارب مصالح الأعداء لضرب الوطن. حصار خانق يُشن وحرب ضروس تُخاض ومعارك جانبية لإشغالنا. في أطراف أبين، تُضرب مقرات الألوية الجنوبية بأيد شمالية تحت مسميات دينية تكفيرية لنا. أحزاب يمنية تتحرك، خطاب تحريضي يكبر، تململ شعبي يتعاظم، فشل إداري يصول ويجول، في الضالع ويافع، قوى حوثية وجبهات مشتعلة ومعارك تُخاض حينا وحينا، في شبوة صراع حزبي كبير (معسكرات الإصلاح) ومصالح دولية متقاطعة (صراع النفوذ والمال) ونفوذ يتنامى لقوى معادية وخطر حوثي محدق (الجبهات الحدودية). في المهرة، قوى عمانية ذات توجه معاد (بن حريز) يقابلها قوى سعودية الولاء (ألوية درع الوطن) وصراعهم يحتدم والوطن ضائع في الوسط. في حضرموت، أزمات وإخفاقات وفشل حكومي بالساحل وقوى شمالية حزبية ودعم سعودي في الوادي (المنطقة العسكرية الأولى)، وبين تلك وتلك قوى محلية ذات دعم قوي وتمدد ورضا سعودي قوت وبسطت (حبريش).
وفي أطراف لحج الباسلة، ظهرت لنا اسم المقاومة الوطنية الجنوبية وإعلانها الرسمي بحرب ضروس ضد مشروعنا الوطني وقوانا الجنوبية بشعارات كاذبة وأماني خائبة. وفي عاصمتنا الجنوبية عدن، حدث ولا حرج، ضيق العيش أصبح سيد العنوان، ضياع الخدمات (ماء - كهرباء - مجاري) وغياب الحياة، انقطاع الرواتب. وفي الأعلى، شراكة كانت بابا للعذاب وطريق الفشل ومسار للعجز، طريق موحش وسبيل مغلق ومسار مسدود أمام شعب يأمل بمستقبله وقيام دولته، شراكة أعادت وأنتجت قوى الموت لنا ووجوه الدمار فينا. قوى حزبية وليس بالضرورة أن تكون شمالية، فهناك من جنوبنا من هم أكثر إيلاما لنا من القادمون من خلف الحدود، فقد باعوا أنفسهم للشيطان بثمن بخس. تلك أدواتهم وذلك سبيلهم، فما علينا يا ترى؟ حائط الصد والخطوة الأولى تحصين جبهتنا الداخلية، وهي صمام الأمان فينا وحصننا الحصين ودرعنا الواقي.
الوقت ملائم للجلوس معا والحوار السواء والعمل الصادق، فهذا الوطن للكل والمسؤولية مسؤولية الجميع، وليس منطقة أو تيار أو شخص. بالمقابل، لن يتم ذلك إلا بإحساس الكل أنه جزء من هذه الجغرافيا، لا شخص غير مرغوب فيه. ولن يتم ذلك الإحساس إلا بإعطاء كل ذي حق حقه، فلا ثوار الثورة أخذوا حقهم، ولا مقاتلو 2015 نالوا مالهم، ولا كوادر هذا البلد وصلت لما لها. ثورة الصد لكل مشروع مناهض تحتاج لثورة الإصلاح والتعديل والعمل على حلحلة مشاكل البلد المعقدة بصدق وإخلاص.