الفاشر كشفت عن حقيقة الفاجر!

بقلم: حسين السليماني الحنشي.

يبدو أننا نشاهد مشاهد مرعبة وكأنها أفلام رعب دموية... في السودان وتحديدا - الفاشر - حيث ظهرت أعمال بربرية، من سفك الدماء للأبرياء وفجور في البطش والتنكيل، ويتصرفون بطرق غير عادلة وقاسية تجاه الشعب العازل، مما يجعل الأمهات والأطفال يشعرون بالخوف، في الفاشر، وهذه الأعمال البربرية تعتبر غير أخلاقية وغير قانونية، وتتعارض مع القيم الإنسانية.

إن الفاشر ليست مجرد مدينة محتلة أو محاصرة، بل هي مأساة تتكرر؛ لأن جذور الكارثة ما زالت "مغروسة في جسد الأمة"، فلا مأساة تنتهي إلا بزوال "أسبابها"، أو بكرامة تولد من بين أنقاضها، رجال مخلصون لأوطانهم. يمسحون ما ظهر من عملاء يعملون ضد أوطانهم.
إن الفاشر اليوم تكشف عورة المجتمع الدولي. كما كشفت الفاجر بأعماله المشينة على أرضها. لقد تركت السودان كاملا كما تركت حقوق الشعوب المضطهدة حول العالم، حينما تقاطعت المصالح الدوليه بجلاء وبوضوح وخاصة حصار "الفاشر" لأكثر من عام.
فقد وفرت بعض الدول الدعم الوجستي الكثيف لتلك "المليشيات" إلى جانب الصمت الدولي المريب إبان الحصار للفاشر، ما ذهب ضحيت الحصار من الجوع والعطش والأمراض الكثير... فجاءت بعد تلك المعاناة للشعب في الفاشر، لانتهاكات الإنسانيه التي يندى لها الجبين وتشمئز منها النفوس الحرة لما اصاب الإنسان في الفاشر.
إن القمع العنيف الذي يحدث في الفاشر، حيث يتعرض الأفراد والجماعات للظلم والاضطهاد من قبل عصابة أو جماعة، قد اتخذت هذا القمع سلوكاً لها ونهج، في مدينة الفاشر من أشكالًا متعددة، مثل العنف الجسدي والنفسي، والابتزاز والقتل بدم بارد ودفن الناس أحيا...
إن الآثار الناتجة عن هذا القمع الإجرامي شاهدها العالم بأسره من خلال المدن المدمرة والمصالح المتضررة، بالإضافة إلى الأرواح التي أُزهقت بلا سبب. ومن بين هذه الآثار، إصابة الجيل القادم بالخوف والقلق، وتدمير الثقة بالنفس وتفكيك العلاقات الاجتماعية، مما يؤدي إلى الانتقام المستمر وتكوين جماعات تتصارع فيما بينها.

وهذا يترك البلاد الغنية بلاد السودان، غنيمة جاهزة بأرضها وثرواتها، ولا تبقى لهم اليد الطولى إلا في حالة التدهور والذي يجري والحفاظ على الصراع الأهلي، الذي ينعكس على المواطن، مما يقوض استقراره الاجتماعي والاقتصادي. وتظل تلك البلاد مسرح للجريمة المنظمة، وتسقط البلاد والعباد، بيد من يدير الصراع، وهذا العمل ليس في السودان فحسب بل في بعض الدول العربية، ولا خروج من هذه الصورة البشعة إلا بتكاتف المخلصين الأوفياء لشعوبهم...