في قلب البيروقراطية: مكتب الخدمة المدنية والتأمينات نموذج للإخلاص رغم التحديات

بقلم: محفوظ كرامة_

في زوايا مكاتب الخدمة المدنية والتأمينات، التي تفتقر إلى الكثير من الإمكانيات الإدارية واللوجستية، ينبض جهدٌ يوميٌّ لا يُرى بالعين المجردة، لكنه محسوس في تفاصيل العمل المتراكم، وفي وجوه الموظفين الذين يواجهون ضغطًا متواصلًا لتسيير معاملات الموظفين والمواطنين.

من يزور هذه المكاتب، يلحظ حجم العمل الهائل الذي ينهض به الطاقم، وخاصة في مكتب المدير العام، المحامية عيشة غالب، التي تقف شامخة وسط أكوام الملفات، تتنقل بينها بعناية، وتراجع أوضاع الموظفين بدقة قانونية لا تعرف المجاملة. مشهد المراجعين أمام مكتبها يكشف عن حجم التحدي؛ فالكثير منهم يأتون بتوقعات مبسطة، راغبين في تمرير معاملاتهم بسرعة، دون إدراك للتعقيدات القانونية والإدارية التي تحكم هذه الإجراءات.

المحامية عيشة، رغم الإرهاق، تشرح وتوضح وتجادل بمنطق القانون، محاولة إقناع الموظف أو المراجع بأن ما يطلبه لا يمكن تنفيذه إلا وفقًا لضوابط محددة، وبموافقة جهة العمل. وفي كثير من الأحيان، تواجه صعوبة في إيصال هذه الحقائق، وسط رغبة البعض في تجاوز الإجراءات أو اختصارها.

كصحفيين، نعترف أننا قد نكون ظلمنا هذا المكتب في بعض تغطياتنا، لا لقصور في الأداء، بل لعدم اكتمال الصورة لدينا. فالمشهد من الداخل يكشف عن قيادة كفؤة، وطاقم يعمل بإخلاص رغم محدودية الموارد، في محاولة دؤوبة للحفاظ على النظام الإداري، وخدمة المواطن وفقًا للقانون.

إنها تحية من القلب، نوجهها إلى هذا المكتب، وإلى كل من يعمل فيه بإخلاص، وعلى رأسهم المحامية عيشة غالب، التي تمثل نموذجًا للقيادة المهنية في بيئة مليئة بالتحديات.