حين يفقد الوطن قراره... تسقط كل الشرعيات
لم يعد في اليمن تيار سياسي واحد يملك الشجاعة أو الإرادة لإنقاذ الوطن من دوامة الفوضى والارتهان فكل القوى المتصارعة اليوم لم تعد تمثل سوى مصالحها الخاصة أو أجندات خارجية تتحكم في قرارها وتوجه خطواتها. الشرعية باتت بلا شرعية، تعيش على الدعم الخارجي ولا تملك من السيادة إلا الاسم والانتقالي الذي وعد الجنوبيين بالتحرير والبناء لم ينجح في تأمين الرواتب ولا في تقديم أبسط الخدمات، بينما يقف قادته على منصات الخطابة يتحدثون عن انتصارات وهمية وواقع الناس يزداد سوءاً يوماً بعد يوم. أما الدعم السعودي والإماراتي فلم يكن يوماً حلاً حقيقياً بل مجرد أداة لإبقاء الوضع على ما هو عليه، دعمٌ مشروط بالسكوت والتبعية، يُمنح متى شاءوا ويُقطع متى رفضنا الانصياع. لقد جرب اليمنيون هذا الدعم في كل الحكومات السابقة ولم يروا منه سوى الوعود المؤجلة والمساعدات المؤقتة التي لا تبني وطناً ولا تصنع سيادة اليوم يعرف الشعب الحقيقة: هذه القيادات لا تملك قرارها منشغلة بالمناصب والسفر والصفقات، بينما الوطن يُنهب والشعب يُجوّع والأرض تُقسم لا الشرعية تملك الجرأة للتوقيع باسم اليمن في أوروبا أو الصين و...... ولا الانتقالي قادر على اتخاذ قرار وطني مستقل، ولا أي تيار يملك الشجاعة ليقول للعالم نحن أصحاب القرار في وطننا ومن بين الأطراف التي اثبتت أنها عاجزة أو مرتهنة اليوم نجد تيار يافع، واسماء بارزة مثل طارق وأحمد علي وحتى حزب الإصلاح الذي غاب عن دور بناء مشروع وطني جامع كلها أمثلة على قوى فشلت في تقديم رؤية حرة ناهيك عن الحوثي الذي دمر اركان البنية التحتية في الوطن ومستقلة تخدم مصلحة اليمن سياسياً واقتصادياً واجتماعياً لقد آن الأوان لثورة وعي جديدة، ثورة تعيد تعريف الوطنية على حقيقتها الوطنية ليست حزباً ولا منصباً الوطنية هي سيادة القرار اليمني وكرامة المواطن اليمني لا يمكن أن يكون هناك وطن حر بقرار مرهون ولا كرامة مع التبعية
ندعو اليوم إلى مشروع وطني جامع يعيد الاعتبار لمفهوم «اليمن أولاً» ويضع حداً للتلاعب بمصير الشعب تحت شعارات زائفة وتحالفات مضللة فكل من يمد يده للخارج ليحكم بلده ليس قائداً بل تابع وكل من يبيع قراره من أجل منصب أو مال ليس وطنياً بل خائناً. يا أبناء اليمن آن لكم أن ترفعوا صوتكم وتقولوا بصوت واحد: لا وصاية بعد اليوم لا شرعية مرتهنة لا دعم مشروط، لا ولاء إلا لليمن لقد تعب الوطن من الانتظار وآن له أن يستعيد قراره، فاليمن لن ينهض إلا بأبنائه، ولن يُبنى إلا بسواعد أحراره، ولن يُحترم بين الأمم إلا بسيادته الكاملة على أرضه وقراره وثرواته. إنها ساعة الحقيقة؛ إما أن نستعيد اليمن بسيادة كاملة وإرادة حرة، أو نتركه غنيمة بيد العابثين. وسيذكر التاريخ أن من صمت اليوم خان، ومن باع قراره خسر، ومن رفع راية السيادة انتصر.
اليمن أولاً
ومن أجلها نحيا ونناضل.


