حين يُحتفى بالوطن في زمن العطش.. 

ها هو الـ 30 من نوفمبر شارف على الاقتراب حيث يتهيأ معه موسم الخطب والاحتفالات وكأن الشعب لا يعرف العطش ، غير أن الحقيقة هي: الكهرباء مقطوعة، والرواتب معلقة، والناس جوعى، والفساد يتجول في وضوح النهار بلا خجل. 

في المحافظات الجنوبية التي أنهكتها الوعود لم يعد الناس يبحثون عن ضجيج الخطب ؛ لأن النصر ليس ما يقال على المنصات بل ما يحس في المعيشة. 

في نهاية هذا الشهر سيقال الكثير عن "الوفاء للتاريخ" و "استمرار مسيرة الإصلاحات" وستتكرر المشاهد ذاتها: رايات ترفرف ، وحديث طويل عن المجد والانتصار ، لكن الناس أصبحت تعرف أن النصر الحقيقي يبدأ من حياة كريمة. 

يقال إن الفرح في غير موضعه يشبه الرقص في مأتم ، فهل يدرك الشعب أن الزينة لا تصلح بيتاً بينما تتساقط جدرانه؟؟ 

إن الثقة تمنح مرة واحدة وإنها إذا أُسيء استغلالها فإنها تعود إلى أصحابها ، وربما في نهاية هذا الشهر يتذكر الناس أنهم هم الأصل وأن التفويض لا يُمنح إلى الأبد. 

قال أحد الحكماء:  "من أراد أن يُكرم أرضه فليخدم أهلها قبل أن يخطب فيهم"  ...  ولعل الحليم كما قيل تكفيه الإشارة.