منتدى مستقبل حضرموت: الإشهار والأهمية

تداعى عدد من الأكاديميين والأساتذة والمهندسين والمثقفين والسياسيين من أبناء حضرموت، في الداخل والمهاجر، إلى ضرورة إنشاء منتدى علمي ثقافي اجتماعي سياسي، يُعنى بدراسة مستقبل حضرموت والحفاظ على هويتها، وتأسيس كيانٍ يجتمع فيه المفكرون الحضارم لبحث سبل الحفاظ على حضرموت ونموّها، في إطار من الانفتاح على الجميع في الداخل والخارج، ممن يشكلون أهمية لحضرموت ومستقبلها .


يهدف هذا المنتدى إلى تجاوز المشكلات التي تعانيها حضرموت، ووضع حلولٍ علمية هادئة، وبناء علاقاتٍ قوية مع الجميع دون استثناء من أبناء حضرموت، لتكون أرضها أرض السلام وقبول الآخر، بعيداً عن التصنيفات والتمييز، وأن تمدّ يدها لكل حضرمي يؤمن إيماناً عميقاً بهوية حضرموت وثقافتها وتاريخها .

لقد مرت حضرموت منذ أكثر من نصف قرن بمحاولاتٍ عديدة لطمس هويتها، لكنها بقيت بفضل رجالها الأوفياء في الداخل والمهجر، وتمسكهم بجذورهم الضاربة في أعماق التاريخ .

المنتدى بما يحمله من أفكارٍ ورؤى، ليس إلا منصة فكرية وثقافية تُشكّل قاعدةً لانطلاق الجهود الحضرمية في مسارٍ موحّد ومدروس، يهدف إلى رفع شأن الإنسان الحضرمي والنهوض بالجغرافيا الحضرمية على حد سواء .

ينبغي ألا يكون المنتدى مغلقاً، بل فضاءً مفتوحاً يستقبل كل المفكرين والطاقات الحضرمية داخل حضرموت وخارجها. والمجال مفتوح أمام كل حضرمي للانضمام والمشاركة في أنشطته وبرامجه المختلفة، وفق أسسٍ ثابتةٍ وعقلانيةٍ متوازنة، بعيدةٍ عن الصراعات والخلافات التي لا تخدم حضرموت وشعبها .

يؤكد المنتدى على حق حضرموت في اتخاذ قراراتها بعيداً عن تدخلات الآخرين، وبما يخدم مصالحها وشعبها دون فرض وصايةٍ عليها من أي طرفٍ كان، قد تم الإعلان عن إشهار المنتدى مساء الاثنين، التاسع من نوفمبر 2025، عبر المواقع الإلكترونية ووسائل الإعلام المختلفة .

ليعلم به جميع الحضارم وغيرهم داخل الإقليم وخارجه أن المنتدى يستند إلى مبادئ الحوكمة والمساءلة والشفافية، وهو منصة فكرية سياسية ثقافية اجتماعية اقتصادية، تهدف إلى ترسيخ هذه القيم في العمل الحضـرمي المؤسسي .

لا شك أن مستقبل حضرموت وشعبها يهمّنا جميعاً، لكن السؤال هو:

كيف نبني هذا المستقبل؟

إن أفضل طريقٍ للبناء هو الحوار والنقاش الهادئ، حتى نصل إلى قواسم مشتركة تُسهم في بلورة استراتيجية واضحة المعالم لمستقبل حضرموت السياسي والاقتصادي والاجتماعي .

لقد مرت حضرموت بفتراتٍ من المعاناة بسبب تقاعس بعض أبنائها عن المشاركة ورفع الصوت عالياً للمطالبة بحقها في إدارة مواردها عبر كفاءاتها الاقتصادية، وبناء شبكة علاقاتٍ حضرميةٍ مؤثرة في العالم اليوم، شرط أن تقوم تلك العلاقات على أسسٍ من المبادئ والقيم الراسخة، وألا تكون على حساب الثوابت، بل في سبيل البناء والسلام والتنمية، ورفع مستوى المعيشة لكل أبناء حضرموت في الداخل والخارج .

والله من وراء القصد، والسلام عليكم .