مشروع مياه الشيخ زايد… حلم تعزي أُجهض في منتصف الطريق
بينما تعيش مدينة تعز واحدة من أقسى وأصعب أزماتها الخدمية المتمثلة في أزمة المياه الخانقة، والتي شهدت ذروتها في النصف الاول من العام الحالي وبدأت بوادر عودتها مع اقتراب مطلع العام القادم، يجد المواطنون أنفسهم أمام سؤال مؤلم لماذا تم تعطيل مشروع كان قادراً على إنهاء معاناتهم المستمرة؟
مشروع مياه الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، الذي جاء بتوجيه من الفريق الركن طارق محمد عبدالله صالح، قائد المقاومة الوطنية ونائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي، وبمتابعة وإشراف خلية الأعمال الإنسانية في المقاومة الوطنية، وتمويل كامل من الأشقاء في دولة الإمارات العربية المتحدة، لم يكن مشروعاً عادياً. كان يمثل مخرجاً حقيقياً لأكبر أزمة إنسانية في المدينة، ومنحة كريمة جاءت لتعيد الحياة إلى منازل المدينة التي ترزح تحت وطأة العطش وغياب المياه.
لكن ومع الأسف، توقف هذا المشروع الحيوي في منتصف عملية التنفيذ، بعد تدخلات وعرقلة ممنهجة من قبل شخصيات وجهات لا تريد للمدينة أن ترى خيراً، ولا ترغب بأن يُسجل لإنهاء أزمة المياه فضل يعود بعد الله سبحانه وتعالى للفريق طارق صالح ولدولة الإمارات العربية المتحدة التي قدمت المنحة دعماً لأبناء مدينة تعز في وقت هم بأمس الحاجة إليه.
هذا التعطيل، لم يكن سوى ضربه موجعة لطموحات سكان مدينة تعز، الذين ظلوا يشاهدون حلمهم يتهاوى أمام أعينهم دون أن يلمسوا موقفاً حقيقياً من السلطة المحلية أو القيادات العسكرية أو المكونات السياسية.
إن عرقلة وتعطيل هذا المشروع سيظل بصمة عار على قيادات محافظة تعز المحلية والعسكرية والسياسية والاجتماعية وعلى كل من وقف صامتاً أمام هدم هذا المشروع الحيوي ولم يتحرك. فالصمت في مثل هذه الحالات شراكة في إضاعة حقوق الناس وتكريساً لمعاناتهم.
اليوم وبعد أن تعثر هذا المشروع، تقف لوحته الثابتة بشموخ على رصيف طريق الضباب، والآبار المحفورة وحجر الأساس الذي جرى تدميره على يد المخربين والحاقدين، شاهداً حياً لا يمحى على همجية العرقلة، وعلى ما وصل إليه البعض من انحراف وعداء صريح لمدينة تعز وأبنائها. كما تقف شاهدة في الوقت ذاته على اهتمام الفريق طارق صالح، وعلى دعم الأشقاء في دولة الإمارات العربية المتحدة الذين سعوا وما يزالون إلى تخفيف معاناة أبناء تعز والوقوف إلى جانبهم في أصعب الأوقات.
إن ما جرى لا يجب أن يُطوى بالنسيان. فتعطيل مشروع مياه بحجم وأهمية مشروع الشيخ زايد هو قصة فشل إداري وأخلاقي. وهو جرس إنذار يدعو كل أبناء تعز إلى الوقوف صفاً واحداً أمام كل من يريد إبقاء تعز غارقة في العطش والأزمات، والتحرك لإنقاذ المشروع المتعثر، وحماية أي مشروع مستقبلي من مصير مشابه، وإنقاذ مدينتهم من براثن العطش والعبث معاً.


