اجتماع الكوكب، و 140 مرشحا.. في أكبر موكب!!

من دون مقدمات ولا رتوش هذه المرة وبكل عفوية تعمدت كتابة المقال وبهذه الطريقة، الطريقة "البلدية القح" اللي الجميع يقرأها ويسمعها ويفهما ومن دون جزالة في الكلمة والمعنى "نخلي البساط أحمدي"..لماذا؟! لعلها قد تجد من يستوعبها وينقلها للمقصودين فيها بلهجته العادية.

 نخش بالموضوع مباشرة، بصراحة قرأت والجميع قرأ أن هناك 140 عضو  يمني مرشحا سيشاركون في مؤتمر قمة المناخ في البرازيل، وأن كل هذا العدد رايح إلى هناك، السؤال: من فين كلفة كل هولاء تذاكر وإقامة وإعاشة؟!، طبعا ربما من ميزانية الدولة، ومن جيب المواطن ومن عرق جبينه عشان مناقشة كلام فاضي وفارغ، لايهم اليمن على وجه التحديد لا يهم اليمن لا من قريب ولا من بعيد، عندها أحسست بألم وقهر وحسرة على حال هذه البلد إلى أين وصل، وإلى أين يذهبون به.

ما أن تطلع شمس يوم جديد، إلا ونصحى على "خبابير" الإنتحارات لمواطنين انتحروا هربا من مواجهة الواقع المرير وفضلوا اختصار مشوار حياتهم، وننام بين الظلام نسرد ونسهب عن الحال الذي وصلنا له، بلد يتزاحم فيها الفساد إلى درجة تفوق الوصف، المساكين والفقراء والمعدمين على أبواب المساجد وعلى قارعة الطرقات يبحثون عن من يساعدهم في توفير وجبة غذاء واحدة فقط، أو شراء حبة دواء، فصدمة للأمانة لما تقرأ خبر كهذا، والذي اعتبره "قنبلة الموسم"؛
 "140 شخصية يمنية مرشحة رايحين لمؤتمر المناخ في البرازيل!".

معقول أتتنا الرأفة والرحمة اليوم  لنحمي شجرة واحدة من القطع، ونناقش انبعاثات الغازات والحرائق شرق كاليفورنيا مثلا!، أو مخاطر ذوبان الجليد على الدببة القطبية حتى لاتصحى من سباتها (ياحراام)، وأن الأمر لايمكن أن يُحل إلا بحضور 
 140 "عبقري يمني" مرشحا ومنقذا، بيطيروا يغيّروا مناخ العالم!.

140 مرشح أنتم رايحين فين؟! رايحين تعالجوا أزمة المناخ؟  
ولا رايحين تغيّروا جو  وتشموا هواء خارج البلاد؟!؛ أريد اجابة بصراحة وفي منتهى الشفافية، لان هذا التساؤل يؤرقني كثيرا، أنتم رايحين بنا فين؟!،
يا جماعة البلد غرقانة بالفيضان الاقتصادي المميت والله، مش بالمطر ولا بالظواهر المناخية والأحتباس الحراري، قول لي ما الذي سيستفيده الطفل اللي بيع مساويك على باب الجامع، والشايب اللي يدور علاجه في مستشفيات وماحصلش قيمته، والموظف الذي لم يستلم  راتبه 4-5 أشهر!، ماذا سيستفيد من ذهابكم "أفواجا أفواجا" ؟!.

فلا طب ولا تطبيب زي الناس ولا تعليم، ولا راتب ولا بارقة أمل تلوح في الافق، ولا مستقبل واعد، لقد وصل الحال بالمواطن أن يبيعوا آثاث بيتوتهم عشان يشتروا دواء ومواد غذائية اسعافية لاطفالهم،  
ومعالي المسؤول "حفظه الله ورعاه"
مسافر كم يوم للبرازيل وراجع، كأن البلد موفرة له خصم في تذاكر الجحيم.

كيف أفهمكم واوصل لكم فكرة وبالكلام البلدي "الصرف" أن الناس تعاني من وجع وحر البطون مش حرارة الأرض، وتبكي من ضيق الحال مش من اتساع بطبقة الأوزون، 
فقبل ما نغير المناخ غيروا النفوس والضمير والنية، مفارقة عجيبة أن هناك ناس تموت من شدة الجوع، وفي ناس رايحة تتفرج على مشاكل الكوكب من ناطحات السحاب.

 أقسم لكم لو علم البرازيليين عنكم وعن ظروف بلدكم اللي أنتم قادمين منها لمنعوكم من أن توطئ قدم أحدكم أو تلامس أرضية المطار، كفاية وجع وتدليس ومغالطات بحاجة أسمها مناخ وكلام فاضي، طمأنوا البرازيليين والمؤتمرين وأصدقاء البيئة أنه مافيش دخان يصعد من اليمن، فاليمنيين جميعهم لايطبخون إلا في النادر، ولا ينبعث من منازلهم أدخنة مضرة أو إشعاعية تؤثر على المناخ، ولا كهرباء أو مصانع أو حرائق غابات، لكي يسقط الحرج عليكم أن كنتم فعلا خجولين منهم.

أخيرا أيها الشعب اليمني المسكين كل يوم تزيد عليك المواجع بشيء اسمه "التمثيل الخارجي" بغض النظر عن المسميات، فالجميع يذهب على حسابك،
 "فالنخب" حفظها الله تهاجر كل يوم لتمثيلك في المؤتمرات الدولية، الذين ما شربت ولا حست وجعك يوما ولا عاشت قهرك. 
فـ (140) مرشحا
والله لو رايحين يزرعوا غابة ما يحتاجوا نص العدد!، بس مش مشكلة طالما المسوول (طال عمره) متضايق وحابب يروح هناك فالجو في البرازيل حلو، و"مناخ اليمن" بخير طالما المسؤول مرتاح،
وعليه فمناخ اليمن مش بحاجة علماء، لا.. بل يحتاج إلى صحوة  ضمير ومخافة الله، وكفى!.