الإعلامي عبد الرقيب السنيدي..عندما نادى الوطن لبى النداء

من منا لا يعرف ذلك الإعلامي المتميز، بعدسته الساحرة وقلمه الشَّاعر، الذي يَنْبضُ بحب الوطن، الأستاذ "عبد الرقيب السنيدي"؟ إنه الرجل الذي لم يتردد حين ارتفعت راية الثورة الجنوبية، ومناداة أحرار الجنوب بكسر قيود الظلم والهيمنة والاستبداد، وفك الارتباط من وحدةٍ طعنت الجنوب بخنجر الغدر والخيانة، واستحوذت على مقدرات دولته.

في تلك اللحظة الفاصلة من التاريخ، لم يتوارَ الإعلامي عبد الرقيب خلف جدران الصمت، بل اندفع بقلبٍ مؤمنٍ وقلمٍ ثائر، ليتقدم صفوف الجماهير المتعطشة للحرية، حاملاً رسالته السامية: نقل الحقيقة للعالم أجمع. فكانت عدسته عينَ الجنوب التي لا تنام، وقلمه صوتَه الذي لا يخفت، مجسداً بإخلاصٍ نادر إرادة شعبه التي لا تُقهَر، وتصميمه الأكيد على استعادة دولته الشرعية، التي فُرضت عليه ذات يوم بقوة المدفعية وغدر السلاح.

اليوم، يقف هذا الفارس الذي وهب حياته وموهبته لخدمة تراب وطنه، على محك الاختبار الأصعب، وهو يعاني من آلامٍ تثقل جسده، ويحتاج إلى عملية جراحية في العمود الفقري. فهل ستكون الاستجابة لدعوة الإنقاذ، بإجراء هذه العملية، على مستوى تضحيته؟ هل ستُجيب قيادة المجلس الانتقالي ومحافظ أبين لنداء هذا القلب الذي خفق دوماً بالوطن، وتلك الهمة الإعلامية التي جسدت أسمى معاني العطاء والبذل؟

إنها لحظة الحقيقة، وهي محكٌ حقيقي للوفاء، فالأوفياء لا يُتركون في ساحة المعركة