الذكرى 57 لثورة 30 نوفمبر .. نوفمبر الميمون شهر استعادة العزة والكرامة

حينما تشرق شمس نوفمبر، تعود إلينا رائحة الأرض الحرة وذكرى النضال الخالد. إنه نوفمبر المجيد، شهر الانتصارات التاريخية، حيث سطرت دماء أجدادنا أروع ملاحم التحرير، وارتفعت أعلام الجنوب خفاقةً تعلن للعالم أن هذه الأرض لا تنحني إلا لله، ولا تقبل إلا العيش بكرامة.

في الثلاثين من نوفمبر 1967، سجل التاريخ أنين المستعمر وهو يغادر أرض الجنوب العربي مهزوماً، يجر أذيال الخيبة. يومٌ امتزجت فيه دموع الفرح بعرق الأبطال الذين واجهوا آلة القمع البريطانية بصدور عارية وإيمان لا يهتز. إنها الثورة التي لم تكن مجرد حدث عابر، بل ملحمة تاريخية أضاءت دروب الحرية للأجيال القادمة.

واليوم، ونحن نعيش الذكرى السابعة والخمسين لهذا اليوم العظيم، نجد أنفسنا أمام منعطف جديد في تاريخ نضالنا. فبعد سنوات من الاحتلال الجديد والتآمر على قضية الجنوب، لا خيار أمامنا إلا استعادة دولتنا بالقوة والإرادة الصلبة، كما فعل أجدادنا قبل أكثر من نصف قرن.

إن استقلالنا الثاني لن يُمنح لنا على طبقٍ من ذهب، ولن يتحقق بالاستجداء أو الخضوع. إنها معركة وجودية، نعيد فيها صياغة معادلات التاريخ والجغرافيا. سيكتب التاريخ أن أبناء الجنوب العربي، بقيادة قواتهم المسلحة وشعبهم الواعي، انتزعوا حقهم المشروع في السيادة والاستقلال.

إلى كل من يتوهم أن الجنوب العربي سيتراجع أو ينكسر، نقولها بصوتٍ عالٍ: نحن هنا، أقوى من أي وقت مضى، وأشد عزماً على المضي قدماً نحو فك الارتباط واستعادة الدولة. لن تنفعكم مؤامراتكم، ولن تخيفنا أسلحتكم. إن إرادتنا أقوى من جبروتكم، وإن عزيمتنا لا تعرف الاستسلام.

يا أبناء الجنوب العربي الأحرار، إن نوفمبر الميمون يدعونا اليوم إلى وحدة الصف وتوحيد الجهود. فلنتكاتف جميعاً، سياسيين وعسكريين وإعلاميين وشعباً، خلف قيادتنا السياسية والميدانية، لنكمل مسيرة الاستقلال التي بدأها أجدادنا.

كما كتب أجدادنا التاريخ بالدم في نوفمبر الأول، فإننا على العهد نسير لنكتب استقلالنا الثاني بالقوة. لن نفرط في ذرة تراب من أرض الجنوب، ولن نتنازل عن حقنا في بناء دولتنا المستقلة، ذات السيادة والعزة.

نوفمبر الميمون، يا شهر العزة والكرامة، نعدك أن نبقى أوفياء لروحك الثورية، حتى يكتمل استقلالنا ويعود الجنوب العربي حراً أبياً، كما كان وكما يجب أن يكون.

الجنوب قادم.. استقلالنا الثاني حقيقة لا تقبل التأجيل.