سيناريوهات مستقبل الأمن والاستقرار في السودان في ضوء الصراع الراهن...
بقلم: د. وليد ناصر الماس.
بقراءة المشهد السوداني، فإن ما يجري على الأرض من اقتتال، قد يقود إلى عدد من السيناريوهات من أهمها:
السيناريو الأول: قلة فرص التوصل إلى اتفاق على المدى القصير.
توصل طرفي النزاع إلى قناعة، بالدخول في تسوية سياسية ناجحة أمر غير وارد حاليا، سيما في ظل استمرار التدخل الخارجي في الشأن السوداني. أي تسوية مرتقبة لن تمر بمعزل عن الحقائق الميدانية، وخرائط السيطرة لكل طرف.
السيناريو الثاني: توسع المعارضة الشعبية للحرب.
الشعب السوداني قاطبة يعارض النزاع الجاري، ويرغب في وقف فوري لعمليات الاقتتال، إلا أننا نستبعد أن تسهم الضغوط الشعبية في إيقاف الاحتراب الأهلي، سيما في ضوء الاستقطابات والتكتلات الشعبية، من قبل القوى والأطراف المتصارعة.
السيناريو الثالث: استمرار وتصاعد الصراع لمدى أطول.
تواصل الصراع بين الدعم السريع وقوات الجيش السوداني أمر لا ريب فيه، تعززه عدد من الحقائق العملية من ضمنها:
- وجود داعمين لطرفي النزاع.
- وجود تشكيلات مسلحة لكل طرف، برغم التفاوت بين الطرفين عددا وعتادا.
- سيطرة كل طرف على مساحة جغرافية من أرض السودان.
- تضارب المصالح الإقليمية والدولية في الداخل السوداني.
السيناريو الرابع: ويتصل بمدى إمكانية انتصار أي من الطرفين.
احتمالية انتصار قوات الجيش السوداني على قوات الدعم السريع، غير متوقع أو متوافق مع المعطيات العسكرية على الأرض، سيما على المديين القصير والمتوسط.
وكذلك احتمالية انتصار الدعم السريع، والسيطرة الكاملة على كامل البلاد أمر مستبعد، خصوصا في ظل تنامي مشاعر العداء، وتزايد أعداد الضحايا بين المدنيين.
السيناريو الخامس: الفوضى والدولة الفاشلة.
خيار قيام دولة فاشلة في السودان، أمر وارد خصوصا مع تمكن قوات الدعم السريع من تحقيق مكاسب واضحة على الأرض، وما يصاحب استمرار الاقتتال من بروز مزيد من التكتلات والجماعات المسلحة، ما يجعلنا أمام بلد تهيمن عليه المليشيات المسلحة والفوضى.
السيناريو السادس: التدخل الأممي على أرض السودان.
تدخل الأمم المتحدة في شؤون الحرب الجارية بالسودان أمر وارد، في حال استمرار وتصاعد الصراع، لكن هذا التدخل غير حاسم، سيما مع تشعب النزاع وتفاقم الحالة الإنسانية، وزيادة أعداد الضحايا واللاجئين.
عملية إرسال قوات دولية لفض النزاع بين الطرفين، وحماية المدنيين، وإيصال المساعدات الإنسانية لمستحقيها أمر لا نستبعده، لكن هذا التدخل لا يساهم في إخماد الصراع، بل سيفتح باب التقسيم للبلد، وقيام دول مستقلة في أكثر من إقليم.
السيناريو السابع: تجزئة البلد.
هذا السيناريو بات ممكنا، مع تصاعد حدة النزاع، وبروز الجماعات المتناحرة.
لا نستبعد في ذات السياق ما لإسرائيل من دور محوري فيما يجري، ولكن لا نقلل بذات الوقت من الممارسات الخاطئة للسلطات المتعاقبة، التي ساهمت في توفير المناخات الملائمة للتدخلات الخارجية بشكل علني، وإشعال رغبة المحليات، في ممارسة دور أوسع في إدارة شؤونها.
من سيناريوهات الصراع السوداني نخلص إلى الآتي:
وفقا للسيناريو الأول فإن فشل أي تسوية سياسية على المدى القريب، سيقود بالضرورة لحرب لا ينتصر فيها طرف على الآخر، كما يشير السيناريو الرابع، مما يتسبب في استفحال الصراع وإطالة أمده وفقا للسيناريو الثالث، على الرغم من زيادة المعارضة الشعبية للحرب طبقا للسيناريو الثاني، الأمر الذي يقود إلى دولة فاشلة تبعا للسيناريو الخامس، أن من نتائج غياب الدولة واستفحال الصراع تفاقم الأوضاع الإنسانية، مما يتطلب تدخلال عاجلا من قبل الأمم المتحدة وفق السيناريو السادس لفض النزاع بين الطرفين، وإيصال المساعدات الإنسانية العاجلة، مما يفتح ذلك التدخل الباب أمام أطراف الصراع لتجزئة البلد إلى أكثر من دولة طبقا للسيناريو السابع.


