الحكم الذاتي لحضرموت الفرصة والتطبيق

قرات مقالات لبعض الكتاب في مواقع التواصل حول تحقيق الحكم الذاتي لحضرموت ويربط ذلك كوجهة نظر بعودة دولة الجنوب الذي ضمت فيها حضرموت قسرا من دون استفتاء 1967 بعد سقوطها من ثوار الجبهة القومية ،ثم دخولها في وحدة فرضها الاشتراكي الحاكم مايو 1990 حينها من دون أخذ راي الشعب الحضرمي .

.. أضع سؤالي لماذا لايحق لحضرموت حصولها على الحكم الذاتي إلا مع الجنوب؟ ..

في عام 1967 هل تم عمل استفتاء لانضمام أو دمج حضرموت مع دولة الجنوب أو إنه فرض عليها الدمج بقوة الثوار او الجبهة القومية من مجموعة قوميين مراهقين حضارم وغيرهم في السياسة كانوا يدرسون في الخارج ..

في واقع الأمر معنا تجربة مع الجنوب أو دولة الجنوب وعلينا أن لانجرب المجرب حينها كنا توابع مهمشين في حين تفرض علينا قرارات من عدن من تنظيم الجبهة القومية.. وفي سنة 1978 كان الحزب الاشتراكي هو الحاكم من دون العودة إلى الشعب الحضرمي ، ولان حضرموت أرض خصبة لنجاح تجارب الرفاق فيها بحكم وعي الشعب وعدم الدخول في صراعات بينية ..

الكل يعلم أنه بعد إنهاء جيش البادية الجيش الجنوبي بتشكيلاته المسلحة سيطر على حضرموت مع وجود بخ بعض القادة الحضارم لكنهم أقلية ، ومن يملك القوة يفرض رأيه على الآخرين وفق مصالحة ، ورغم ذلك احتفظ الحضرمي بعلاقات ممتازه مع كثير من مواطني المحافظات الجنوبية ويوجد في عدن وغيرها من المحافظات حضارم كثر ..

بعد عاصفة الحزم 2014دولة الجنوب كانت هناك فرص لإعادتها لكن فوتت الفرص وضاعت ، ولهذا من الصعوبة بمكان عودة الدولة في ظل مشاركة بعض المكونات الجنوبية في الرئاسي والحكومة الحالية ، ومع انهيار العملة وانخفاض قيمتها وتاكل قيمة الرواتب و صول البلد إلى المجاعة المؤكدة ،تلاشت فرص إعادة الدولة تماما وتوقفت التنمية والبطالة تزداد سنويا وأرهق الشعب من الأوضاع بشكل عام ..

اذن ماهو الحل السياسي المناسب حاليا لحضرموت؟

في اعتقادي الحل المتاح تقريبا هو الحكم الذاتي لحضرموت بدعم دول التحالف العربي والعالم بمافيها الرباعية وبذلك تبعد حضرموت من الصراعات والخلافات التى لا تنتهي ولان حضرموت جربت على مدي نصف قرن تجارب رافقها الضياع والتخلف الاقتصادي مقارنه بدول الجوار ..

اعتقد أن حضرموت بالحكم الذاتي عليها أن تحتفظ بعلاقات متوازنة مع الجميع الجيران ، ودول الإقليم والعالم وتكون حضرموت دوما على مسافه واحده مع ودول الإقليم والعالم لمصلحة حضرموت وشعبها وتنسج علاقات طبيعية متطورة أخوية صادقة من كل دول العالم العربي والأجنبي ، والانفتاح الكامل للتجاره والإستثمار في الأرض الحضرمية واستغلال الثروات والإستفادة وفق قوانين مضبوطة قوية تحفظ للكل حقوقة من دون ظلم أو استغلال وتشجيع كل من لدية الإمكانية للاستثمار في حضرموت ..

ولا ضير ان تاخد تجارب شعوب ودول طبق نظام الحكم الذاتي .ولاشك أن نظام الحكم سيحددها قانون الحكم الذاتي ودستوره الذي يتم العمل لإنجازه بمافيه نظام السلطة السياسية ، بأن يكون هناك مجلس سياسي وحاكم ينتخبهم الشعب ويخضعون للرقابة والمحاسبة من الناخب الحضرمي..

هكذا أعتقد أن الحكم سوف نصل اليه وتكون حضرموت نموذج يحتذى به ان شاءالله من الآخرين إن أرادوا ذلك ، على أن يتم إشراك كل فئات المجتمع الحضرمي من دون تميز وفق الكفاءة والتأهيل العلمي ، وتشجيع التعليم بكل مراحله والإستفادة من ممن سبقنا من التجارب الناجحة في دول العالم العربي ، أو مثلا سنغافورة او ماليزيا وإندونيسيا أو دول إفريقيا التي بها جاليات حضرمية ناجحة أسهمت في بناء تلك الدول ..

نأمل أن تصل حضرموت هدفها وغاية أهلها بالحكم الذاتي وان يكون النجاح حليف هذه التجربة بمساعدة الكل ، من الشعب في الداخل والخارج وخاصة رجال المال والأعمال في دول الخليج وخاصة السعودية .


والله من وراء القصد .

ا.د.خالد سالم باوزير