برد الشتاء يفضح قسوة القلوب. وصمت الضمير أقسى من الصقيع
( أبين الآن ) علي هادي الاصحري
مشهد لا يُحتمل. طفل يمني يتكور داخل كيس نفايات يحاول عبثاً أن يخدع برد الشتاء بينما جسده النحيل يرتجف على رصيف لا يعرف الرحمة وسماء لا تُنذر سوى بمزيد من البرد والجوع والتشرد.
أي ذنب اقترفه هذا الطفل؟
لماذا ينام على الأرصفة بدلاً من سرير؟
لماذا يعانق الريح بدلًا من حضن أم؟
من المسؤول عن هذا الحال؟
أين العدل؟ أين الرحمة؟ أين الدولة؟ أين الإنسانية؟
بينما هناك من ينام على الوسائد الوثيرة متخم البطن دافئ الجسد لا يشعر بشيء سوى ذاته ومصالحه هناك أطفال يموتون برداً وجوعاً وقهراً في وطن باتت الرحمة فيه عملة نادرة.
أيها المسؤول يا صاحب القرار يا من تتنعم في قصرك. هذا الطفل خصمك يوم القيامة فاعلم أن الله لا يغفل ولا ينام.
*نداء إلى كل ذي قلب حي*
ارحموا هؤلاء فهم أمانة في أعناقنا واعلموا أن المستور الذي يملك مأوى ولقمة وغطاء هو في نعمة عظيمة فليحمد الله وليمد يده لمن هو في العراء.
اللهم كن لهم سنداً وارفع عن اليمن وأهله هذا البلاء واجعل الرحمة تسكن قلوب العباد.


