حضرموت على حافة الانفجار: حشود قبلية، تحركات عسكرية غامضة، وتهديدات علنية تشعل المشهد

تعيش حضرموت لحظة توتر غير مسبوق، بعد أن بدأت ملامح صراع مسلح تتشكل على الأرض بوتيرة متسارعة، وسط تعدد القوى الفاعلة وغياب الموقف الرسمي الواضح.

فمنذ مساء أمس، شرعت قبائل حضرموت في الدفع بمجاميع مسلحة بكامل عتادها إلى هضبة الاعتصام القريبة من حقول النفط، في استجابة مباشرة لمقررات اللقاء الموسع الذي عقده حلف قبائل حضرموت يوم أمس، والذي خرج ببيان رفع سقف المطالب، وأكد "الاستعداد للدفاع عن حقوق حضرموت بكل الوسائل المشروعة".

في المقابل، أكد شهود عيان اليوم وصول أعداد كبيرة من الحافلات المحمية بأطقم عسكرية إلى ديس المكلا، في تحركات غامضة لم تعلن أي جهة رسمية مسؤوليتها عنها حتى اللحظة، ما عزز الشعور بأن المحافظة تشهد إعادة تموضع لقوى متعددة تتأهب لجولة صراع محتملة.

لكن الشرارة الأخطر جاءت من التصريحات العدائية التي أطلقها أبو علي الحضرمي، أحد أبرز القيادات التابعة للإمارات في قوات "الدعم الأمني"، والتي توعّد فيها حلف القبائل بشكل مباشر، مستخدمًا لغة تهديد غير مسبوقة، الأمر الذي فُسِّر على أنه رفع لسقف المواجهة ودخول طرف جديد بثقل عسكري وسياسي في مربع الصراع.

وسط كل ذلك، تلتزم المنطقتان العسكريتان الأولى والثانية صمتًا مطبقًا، رغم وقوع التحركات في نطاق سيطرتهما. ويرى مراقبون أن هذا الصمت يعكس إما حالة ارتباك في اتخاذ القرار، أو انتظارًا لتوجيهات سياسية عليا، أو حتى عجزًا عن التدخل في مشهد باتت تتحكم فيه قوى غير رسمية تمتلك نفوذًا أكبر من مؤسسات الدولة نفسها.

ويربط محللون هذه التطورات بتصارع مشاريع النفوذ الإقليمي في الساحة الحضرمية، التي باتت اليوم بؤرة صراع تتقاطع عندها مصالح سياسية واقتصادية تمتد من حقول النفط وحتى الموانئ.

وتحذّر مصادر محلية من أن اشتعال مواجهة بين حلف القبائل والقوات المدعومة إماراتيًا سيقود إلى سيناريو بالغ الخطورة، تتضرر فيه المنشآت النفطية، وينهار معه ما تبقى من الاستقرار في واحدة من أهم محافظات اليمن.

وبين تهديدات صريحة، وحشود قبلية، وتحركات عسكرية غامضة، وصمت رسمي مربك… يبقى السؤال مفتوحًا:

هل تتدخل الدولة لاحتواء الأزمة، أم أن حضرموت تتجه بالفعل نحو مواجهة مفتوحة قد تعيد رسم خريطة النفوذ في اليمن بالكامل؟