صرخة ألم من أبين، زنجبار وخنفر: مرضى الفشل الكلوي يناشدون إنقاذهم من شبح الموت البطيء

بقلم: محفوظ كرامة

في مديريتي زنجبار وخنفر بمحافظة أبين، يعيش العشرات من مرضى الفشل الكلوي معاناة يومية لا تطاق، تتفاقم مع مرور الوقت وتدهور الأوضاع الاقتصادية والمعيشية. هؤلاء المرضى، الذين يخضعون لجلسات غسيل الكلى بشكل دوري، يطلقون نداء استغاثة إلى وزارة الصحة العامة والسكان، وإلى أصحاب القلوب الرحيمة من رجال الخير والمؤسسات والمنظمات الإغاثية والإنسانية، خاصة العاملة في القطاع الصحي، لإنقاذهم من واقعهم المؤلم.

*وعود لم تُنفذ منذ خمس سنوات وأكثر*

منذ أكثر من خمس سنوات، تم الإعلان عن إنشاء مركزين لغسيل الكلى في مستشفى الرازي العام بمدينة جعار، ومستشفى زنجبار، وقد أطلق المسؤولون في حينها تصريحات صحفية تبشر بقرب افتتاح هذين المركزين، مؤكدين أن الجهود جارية لتوفير الأجهزة والمعدات اللازمة. إلا أن هذه الوعود بقيت حبيسة التصريحات، دون أن ترى النور على أرض الواقع.

"نسمع جعجعة ولا نرى طحناً"، بهذه الكلمات عبّر المواطن نبيل أحمد بن أحمد الخضر، أحد مرضى الفشل الكلوي من مدينة جعار، عن خيبة أمله من الوعود المتكررة التي لم تُترجم إلى أفعال. ويضيف بحرقة: "نعيش بين مطرقة المرض وسندان الفقر، لا نملك ثمن المواصلات إلى مراكز الغسيل في عدن، ناهيك عن توفير قوت يومنا لأسرنا. أحياناً نتمنى الموت على أن نظل نعيش في هذا العذاب اليومي".

*معاناة تتجاوز الألم الجسدي*

المعاناة التي يعيشها هؤلاء المرضى لا تقتصر على الألم الجسدي الناتج عن المرض، بل تمتد إلى أعباء نفسية واجتماعية واقتصادية تثقل كاهلهم. فالمسافة الطويلة إلى مدينة عدن، حيث توجد مراكز الغسيل، تتطلب تكاليف نقل باهظة لا يستطيع معظمهم تحملها، في ظل غياب أي دعم حكومي أو مؤسسي منتظم.

*دعوة عاجلة للمسؤولين وأهل الخير*

إن صرخة هؤلاء المرضى يجب أن تجد آذاناً صاغية لدى المسؤولين في وزارة الصحة وقيادة محافظة أبين، كما أنها دعوة مفتوحة لأصحاب الأيادي البيضاء من رجال الخير والمنظمات الإنسانية، للمساهمة في استكمال تجهيز وتشغيل مركزي الغسيل الكلوي في زنجبار وجعار، أسوة بما تم في مديريات أخرى كمديرية لودر، حيث تم افتتاح مركز غسيل الكلى هناك بدعم من فاعلي الخير.

إن افتتاح هذه المراكز لا يعني فقط توفير خدمة طبية، بل هو بمثابة إنقاذ لحياة العشرات من المرضى، وإعادة الأمل إلى قلوبهم وقلوب أسرهم التي تعيش القلق والخوف على أحبائها.

*خاتمة*

في ظل هذه الظروف القاسية، يبقى الأمل معقوداً على تحرك عاجل من الجهات المعنية والداعمين، لترجمة الوعود إلى واقع ملموس، يخفف من معاناة مرضى الفشل الكلوي في زنجبار وخنفر، ويمنحهم حقهم في الحياة الكريمة والعلاج اللائق.