الانتقالي.. عدو نفسه قبل أن يكون خصماً لغيره

الانتقالي.. عدو نفسه قبل أن يكون خصماً لغيره

( أبين الآن ) علي هادي الاصحري

لم أرَ كياناً يُعادي نفسه مثلما يفعل المجلس الانتقالي الجنوبي فكيف يُرجى منه بناء وطن وهو يهدم ذاته كل يوم؟ كيف يُطلب منا أن نحبه أو نمنحه ثقة وهو لم ينجح حتى في الحفاظ على ما تحت يده؟

الانتقالي اليوم أشبه ما يكون بمليشيا لا تؤمن بمفاهيم الدولة ولا يعرف قادته من القيادة إلا الاسم. هم يعلمون جيداً أن وجودهم مؤقت وفترتهم قصيرة ولهذا تراهم يسابقون الزمن لبناء الفلل وفتح السوبر ماركتات والاستثمارات في الخارج بدلاً من بناء ما دُمّر في الداخل.

تأملوا المشهد

طارق صالح جعل من *المخا* – التي كانت منطقة نائية – مدينة تنبض بالحياة فأسس فيها مطاراً دولياً ومستشفى بمعايير عالمية.  

وسلطان العرادة، بجهوده وحنكته جعل من *مأرب* جوهرة تلمع بين ركام الحرب تنبض بالمشاريع والخدمات وتحتضن أبناءها ونازحيها.  

أما عدن التي وقعت تحت إدارة الانتقالي فاسألوها: ماذا جرى لها؟  

ترد عليكم شوارعها المحطمة وكهرباؤها المنهكة وخدماتها المنهارة وأمنها المرتبك.

الانتقالي لم يُحقق في عدن إلا التراجع، وأثبت أن من لا يمتلك مشروع دولة لا يمكنه أن يصنع مستقبلاً ولا حتى أن يصون حاضراً.

*فالقائد الحقيقي هو من يبني وطناً لا من يبني لنفسه ملاذاً للهروب*