اعتصامات أبين.. لن نغادر الاعتصام حتى ينجلي عن الجنوب الظلام
(أبين الآن): كتب: أحمد مهدي سالم
الاعتصامات شكل فاعل من أشكالات النضال السلمي، تتبنى حشودها شعاراتٍ، ومحدداتٍ، وأفكارًا معينة، وتبرق -من خلالها - إلى الخارج بعدة رسائل أهمها أن هذا الشعب نفد صبره، ويرفض شكل النظام الحالي القائم، ويطالب بتقرير مصير.، وبدورها تتفاعل منظمة الأمم المتحدة ولجانها مع معطيات الأجندة المرسلة بما يحقق كثيرًا من الأهداف بالتنسيق مع مصالح ومنافع الجوار الأقليمي.
وكان المجلس الانتقالي منذ ظهوره، وهو يناضل، بكفاح شرس، من أجل تحقيق استقلال الجنوب الذي وقع، على غفلة منه، في وهدة وحدة عبثية امتصت قواه، ونهبت ثرواته، ولم توافق هواه؛ وعلى خلفية الانتصارات الأخيرة في محافظتي حضرموت والمهرة، وغضب بعض الجوار، ومطالبته غير المنطقية بإخراج القوات الجنوبية من تينك المحافظتين.. أزعج أعداءنا أن الجنوب استرد أراضيه، وبدأت بشائر النصر وتحقيق الحلم، تلوح، وقد دعا الرئيس عيدروس الزبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي الجماهير إلى عمل اعتصامات في عدن وبقية المحافظات لإرسال رسائل إلى الجوار والأقليم والأمم المتحدة ملخصها أن شعب الجنوب يريد، ومصمم على استعادة دولته السابقة، واُستجيب لدعوة القائد فتوافدت الجموع إلى خيم وساحات الاعتصامات، وفي أبين الشموخ والعز تشكل مخيم الاعتصام في زنجبار كأجمل ما يكون، ووزحفت إليه الشرائح المجتمعية والقبلية وجموع النساء.. حضرت شخصيات اجتماعية وسياسية وقبلية وازنة، وشاركت في فعالية المخيم الذي أقيم بجهود الأخ المناضل سمير الحييد رئيس المجلس الانتقالي بأبين الذي طرأ تحسن ملموس في عهده على أداء المجلس، وطاقم فريقه المجتهد الذي نذكر منه الإعلامي أنور سيول مدير إدارة الثقافة والإعلام على سبيل التمثيل لا الإشارة.. أجواء ألفة وانسجام، وهتافات وعزم وتصميم على بلوغ الهدف.. أُلقيت العديد من الكلمات التي شرحت أوضاع ومطالب الجنوب وتطلعاته، وقُدِّمت المداخلات التي تبلور وعيًا وطنيًّا جنوبيًّا، ورؤًى نضالية وفكرية وثقافية تكشف طبيعة تعقيد الأوضاع في هذه المرحلة الحساسة، وكذلك الشعراء يبدعون بقصائدهم الحماسية، وينعشون الخمود، ويجددون خلايا النشاط والتفاعل، ويطردون الخمول، وتفاعلية القطاع النسائي الذي شرَّف الحضور، ونشر من حوله البهجة والسرور.. هذا خلال ستة أيام ماضية، برامج متنوعة، حافلة بكل جديد وممتع هاجسه حب الجنوب.. وطننا الجميل، والصمود حتى تحقيق المصير.
