زيارة القحطاني بما حملت… لا وفد فني عسكري إلى عدن

طالبتُ — وعلى نحوٍ أظنه مبكرًا — بتدخلٍ سعودي لإيقاف تحركات الانتقالي في حضرموت، من خلال العمل على تعزيز قوة حضرموت الاجتماعية، ممثلةً بطليعتها «حلف قبائل حضرموت»، التي وضعت قضية حضرموت على طاولات الأجهزة المعنية بمستقبل المصالح والاستراتيجيات المتناطحة في اليمن، جنوب جزيرة العرب.

وأزعم أنني طالبتُ قيادة الحلف ومؤتمر حضرموت الجامع بتشكيل قيادة سياسية قادرة على التعاطي مع تحديات المرحلة، والتي — في تقديري — لن تقتصر على مشروع الانتقالي الجنوبي، بل تشمل من يقف خلفه تمويلًا وتسليحًا، ولأهدافٍ واضحة لمختلف الفرقاء الإقليميين والدوليين. وقد جاء ذلك في مقالاتي، وفي لقاءاتي مع زعيم قبائل حضرموت الشيخ عمرو علي بن حبريش العليي، وكذلك في لقاءات مع أمين عام الجامع الحضرمي الأخ القاضي أكرم العامري، فضلًا عمّا كتبته في مقالاتي.

لا أقول ذلك ادّعاءً، ويكفي من أراد التأكد العودة إلى مقالاتي وتغريداتي منذ رفعتُ شعار «حضرموت إقليم قائد أو دولة مستقلة» قبل ثلاث سنوات ونيف. ولذلك رحبتُ بقدوم اللواء د. محمد عبيد القحطاني إلى حضرموت للاطلاع المباشر، وبالتالي فرز مواقف بعض الحضارم عمّا يحدث اليوم. ولا شك أن الرجل يمثل قيادة أرادت — بقدومه العلني إلى حضرموت — إعلان موقف، تمّت التهيئة له بتكليف الأخ سالم أحمد الخمبشي قيادة حضرموت المحافظة، كحاكم إداري وشخصية سياسية مثقفة ومجربة، في مرحلة التحولات الصعبة.

وفي لقاءات د. القحطاني مع الأستاذ سالم الخمبشي ما هو أبعد وأهم من بعض اللقاءات الخطابية التي تصدرتها شخصيات كشفت مواقفها المهزوزة خلال الأحداث الأخيرة. وفي ذلك فائدة معرفية بنوعيات مندفعة لأدوار لم تعد قابلة للإجراء، ومن جرّب المجرّب حلّت به الندامة.

ذلك رأيي وقناعاتي، ولكن ما يثيرني هو تركيز بعض القنوات على الخلط بين زيارة اللواء القحطاني ووفد عسكري مشترك «سعودي–إماراتي» إلى عدن، ومنها قناة BBC هذا المساء، في برنامج العالم هذا المساء — السبت — رغم أن هذا الوفد فني لا سياسي، بخلاف الفريق الذي يرأسه اللواء القحطاني.

والسؤال: هل من مهام الفني العسكري مهام يمكن أن تختلف عمّا طرحه اللواء محمد عبيد القحطاني بضرورة مغادرة القوات الجنوبية — الانتقالية — حضرموت، لحفظ ماء وجه أسيادها؟

وفي كل الأحوال: الليالي مثقلات حبالى، يلدن في كل يومٍ جديد، وعلى الحضارم الاستعداد لولاءات قادمة لن تكن جميعها ملبية لأمنياتهم، ويكفي البعض منها — اليوم — لرسم طريق الغد؟!