الجنوب وطن يتسع للجميع

لاشك بأن الجميع متفق على كون هذا المرحلة الحالية هي مرحلة مصيرية وحساسة تتطلب المزيد من التلاحم ،ورص الصفوف لتعزيز وتمتين أواصر اللحمة الوطنية الجنوبية ،ونبذ كل مايسهم في شق الصف وزرع بذور التفرقة .

ومن هذا المنطلق يتوجب علينا كجنوبيين آن لا نكتفي بأداء موجبات الترحيب وأظهار مشاعر الحفاوة بمن قدموا الى مخيمات الإعتصام وعادوا طواعية الى إحضان الوطن الإم من باب إسقاط واجب فقط .

بل علينا إن نبادر الى إحتواءهم بدون أي تحفظات بحكم روابط الإنتماء والهوية والمصير المشترك.

ايضا من واجبنا ان لا نذخر جهدا في أستمالة من تبقى منهم ممن لازالوا يغردون خارج السرب ، والسعي الحثيث لكسر حواجز التردد في نفوسهم ومحاولة أذابة جليد المحاذير والتحفظ المانع المتراكم على دروب سبل عودهم وآلتحاقهم بركب قافلة التحرير الجنوبية.

وفي هذا الظرف المصيري الحساس بات لزاما علينا النأي بالخطاب السياسي عن مفاهيم أحتكار صوابية الرأي المستمد من ثقافة الفرقة الناجية القائم على شعار ( نحن ... وماعدانا عملاء وخونه ) ،كون التمادي في أنتهاج سلوك إحتكار الصواب ، وتوزيع صكوك الوطنية المستند على شعار ( من ليس معنا .. هو ضدنا )

 لا ولن يسهم في غالب الأحوال الأ بالمزيد من الصراع والأختلاف الذي لا يخدم تعزيز مبداء التلاحم الجنوبي الجنوبي .

لكن هذا لايعني بأن كل من التحق بركب القافلة جاء قراره بناء على صحوة ضمير وطنية متأخرة ،فلا شك بأن هناك وكما علمتنا الدروس والتجارب السابقة ثلة من المتسلقين والأنتهازيين هواة ركوب أمواج المراحل سينتهزون كل فرصة متاحة لتسجيل حضور أو سعيا وراء مصلحة شخصية آنية .

فأمثال هؤلاء ممن يمكن ان نسميهم ( بذباب المراحل ) متواجدون في كل زمان ومكان منذ فجر التاريخ وعلى مر العصور.

لكن وبحكم خصوصية هذة المرحلة كما أسلفنا فأن الوقت ليس وقتا مناسبا للغربلة ولكنها ستكون مطلبا ملحا في مرحلة الشروع ببناء الدولة وتوطيد ركائزها .

كون تجاهل الامر والتغاضي عن هيكلة مفاصل النظام السياسي والاداري وبشكل شامل وبحسب تجارب العديد من الشعوب التي مرت بمرحلة بناء الدولة والتي نستخلص منها كونه لم يسبق قيام اي نظام سياسي ينشد بناء دولة النظام والقانون

مالم يتخلص من كل الشوائب والعراقيل التي تقف امام تحقيق اهدافه المنشودة .

والله من وراء القصد