لماذا أبين ..؟!

يتبادر إلى أذهاننا هذا السؤال دائما لماذا أبين بالذات التي يعتمل فيها كل هذه المشاكل ؟

هل لدورها السياسي ودور رجالها وتاريخها وموقعها الجغرافي لشن هذه الحملة المتواصلة على أبين ..!!
لماذا أبين بالذات هذه الحملات والهجمات والأعمال التي وصلت أن تكون أبين حقل تجارب للعمليات العسكرية ..؟
هنا يجب أن نراجع حساباتنا ، هل لأن ابنائها مختلفين مع بعضهم البعض ، هل ابنائها هم سبب هذه الحملات وهذه التجارب والهجمات ..؟!

كل هذه الأسئلة يجب أن يراجعها أبناء أبين حتى لا تستمر هذه التجارب وهذه الحملات وهذا العداء ..!
يكفي ما تعانيه أبين من خارجها وبشكل مستمر ، فلا داعي لهذا العداء والاختلافات فيما بيننا نحن ابناء أبين ، بعد أن اصبحنا في شتات وتدمير وقتل وضياع بسبب عدم التفاف بعضنا البعض بغض النظر عن تعدد المسارات السياسية وتنوعها فلا ضير بهذا التنوع ، يجب أن لا تفرقنا عن حب أبين وحب جنوبنا والحفاظ على هذا الحب ، وترك الأعمال والتنظيمات السياسية تأخذ مجراها وكل واحد له طريقه الخاص في التوجه إلى التنظيم الذي يريده ، ولكن ليس على حساب تدمير أبين والجنوب ..؟

هناك من يدفع هذه التحركات وهذه التفرقة بين أبناء ابين والجنوب لمصالح خاصة هدفها التمزيق وزرع الفتنة وغرس الاحقاد فيما بين أبناء ابين والجنوب ..؟
وامامكم الموقف النبيل لأبناء أبين بالوقوف القوي مع ابنهم المختطف (علي عشال) ، هذه هي أبين فيها تلاحم ومساندة وتآخي .
لا نقصد هنا التحريض والانتقام والكراهية والمناطقية ، بل لأن أبين عصية على المساس بها ، وايضا من أجل العيش بكرامة وأمان وسلام في وطن يجب أن يحدد له تاريخ سياسي جديد يعيش فيه أبناءه في حرية وديمقراطية وأخاء وتطور ..!
دعونا من التاريخ السياسي القديم لأنه مدون في كتب التاريخ وفي عقول كل أبناء الجنوب وأبين ..!
أعطونا نضع لأبين تاريخ جديد في استعادة أمجادها عندما كانت أبين سلة غذائية للجنوب ؟

ماذا لو فكر أبناء أبين للقيام بإصلاح أرض أبين الزراعية أو الاستفادة من البحر الغني بثرواته إضافة إلى الثروة الزراعية والثروة الأهم وهم الشباب ، بدلا من الانجرار إلى الجماعات المتطرفة والانخراط في السلك العسكري بشكل ملفت للنظر ..!
لماذا لا يكون هناك توافق والتحام اجتماعي وقبلي بتطوير المحافظة في الجانب الزراعي من التشكيلات القبلية والاجتماعية والسياسية للقيام بمثل هذه الأعمال والمشاريع التي تخدم أبناء المحافظة بل وابناء الجنوب ، وتكون أبين هي السباقة فهل أنتم فاعلون ..؟

وهنا على السلطة المحلية ممثلة باللواء الركن أبوبكر حسين سالم محافظ أبين أن يضع تصوراته ورفعها إلى السلطة العليا لتنفيذ مثل هذه الأفكار والمشاريع النافعة للجيل الجديد وفتح كلية للزراعة ومعاهد زراعية كأستفادة من مؤهلاتها في هذا العمل ..!

لا ننسى هنا الاستفادة القصوى من عمل سد حسان بعد استكماله والبدء بتنظيم عمله في ري الأراضي في دلتا أبين ..!
أعتقد كل الظروف مهيئة لنجاح هذه الأعمال والمشاريع والتي ينبغي للمحافظ أن يحتويها يش ويشجعها ويدفع بها لنجاحها .

أخيرا لا داعي للاختلافات والنزاعات والتربصات والمشادات مع بعضكم البعض لأنها تضعف ريحكم وقوتكم وصلابتكم ومحبتكم لبعضكم البعض ، فلا تضعفوا أبين وجنوبكم وتهدروا السمعة الطيبة لأبناء أبين بتاريخهم السياسي لأن منهم من تحمل المسؤولية في رئاسة الجمهورية ومنهم من تحمل قيادة وزارة الدفاع والداخلية وغيرها من المسئوليات . . والله الموفق .