الملذوق ـ يخاف من الحصيرة
بقلم/ حسين السليماني الحنشي
المثل الشعبي يقول:( الملذوق يخاف من العزفة) وتعني العزفة الحصيرة.
وهذا يطلق على كل من تعرض للذقة الثعبان ؛ فهو يخاف من الحصيرة ؛ لأنه ملذوق من قبل!
ولهذا فقضية المقدم/ علي عبدالله عشال ، ليست بهذا الحجم؛ لأنها قضية جنائية بحثة، وهذا الخوف من قبل الحكام لعدن واعتراضهم للجمهور كما يزعمون؛ لأن الأعداء متربصون بالجنوب، ماكان ليقع هذا اذا كانت الأمور تسير في مجراها الصحيح؛ لكن هذا الخوف على الجنوب وأهله ليس في محلة، ولاذلك الخوف هو على أبناء الجنوب والجنوب نفسه، فقد هلك أغلب أبناء الجنوب دون أن يتدخل حكام عدن في رفع ولو بشكل بسيط من المعاناة التي يعيشها أبناء الجنوب عامة وعدن خاصة.
لكنها مايدور في نفس يعقوب من مخاوف، قد تصل إلى أفراد في القمة، وهم من يدير المشهد ، وهم بهذه التصرفات الغير منطقية تقود هؤلاء الحكام إلى حتفهم، وإلا لماذا يقفون بشدة تجاه المتظاهرين السلميين
اذا كانت القضية جنائية؟ وما الجمهور إلا رافد وداعم لهذه القضية، وتكوّن هذا الرأي العام، لما تشهده مدينة عدن خاصة والجنوب عامة، وأهم مطالبهم الإسراع بإصلاح الأمن والقبض على الجناة، والكشف عن مصير المقدم/عشال، وهي أيضاً رسالة قوية من الجمهور للحكام بأن الشعب داعم لكم وخلفكم في ضبط الأمن، وهذا إنجاز كبير بالنسبة للسلطة الحاكمة بعدن.
لكن يبدو أن هذه الحصيرة (قضية عشال) أصبحت ثعبان حقيقي تخاف منه السلطة...
إن البعض يسلط الضوء على الخلايا المتربصة بالجنوب وأهله، أو أن هناك أحزاب سياسية أو حركات مدنية يخشون منها، وإن سلّمنا الأمر بهذه الفرضيات، فالسؤال المطروح ، أنتم من فتح الأبواب على مصراعيها لمن هب ودب! ولكن كان بالإمكان غلق هذه القضية قبل أن يتكون الرأي العام ، وتصبح قضية رأي عام يحملها الشعب، وتصبح السلطة وجها لوجه مع الشعب صاحب القرار، وهنا يبدأ العد التنازلي للحكام؛ لأنهم أصبحوا في نظر الشعب فاشلين وفاسدين، وفاقد الشيء لايعطيه، وليس أمام هذه السلطة غير العمل جنبا إلى جنب مع الشعب، وأرضا الرأي العام، أو الرحيل المبكر قبل أن يفقدون الأرض التي يقفون عليها !!!