لودر سوق عالمي غارق في الوحل وصمت محلي مؤلم
بقلم: علي هادي الأصحري
يوم أمس زرت مديرية *لودر* المدينة التي لطالما عُرفت بحيويتها وحركتها التجارية النشطة حيث يُعتبر سوقها أحد أكبر الأسواق على مستوى المنطقة.
يأتي إليها الناس من ثلاث مديريات رئيسية بالإضافة إلى القرى المجاورة لتلك المديريات ما يجعلها *سوقاً مفتوحاً نابضاً بالحياة*.
لكن للأسف ما رأيته هناك كان صادماً ومحبطاً
فبسبب أمطار خفيفة فقط تحوّل السوق إلى *وحلٍ كثيف* لا تكاد تستطيع السير فيه.
شوارعها مكتظة بالناس لكنهم يمشون وسط طين لا يُعرف مصدره الحقيقي
هل هو من بقايا الأمطار؟
أم نتيجة تصريف صحي متهالك؟
أم كلاهما معاً في غياب تام لأي بنية تحتية محترمة؟
هذه المدينة الجميلة المليئة بالحياة *لم تحظَ بأي رعاية تليق بها* من قبل السلطة المحلية أو الجهات المعنية.
لا مصارف صحية بالشكل المطلوب
ولا قنوات تصريف للأمطار
فتحولت المدينة وخاصة السوق إلى *مستنقع يبعث على الأسى والقلق.*
من المحزن أن مدينة بهذا الزخم التجاري بهذا العمق الاجتماعي وبهذه الأهمية الاقتصادية.
تُترك لمصيرها بهذا الشكل.
أنا أزور لودر مرة أو مرتين في الشهر وأتضايق من حالها
فكيف بمن يعيش فيها يومياً؟
كيف بأهلها وسكّانها؟
ألا يتحرّك فيهم ضمير النظافة والانتماء؟
ألا يشعرون أن هذا المكان يستحق الأفضل؟
وهل أصبح التعايش مع هذا المستنقع أمراً طبيعياً؟
رسالتي موجهة اليوم إلى *السلطة المحلية والجهات المسؤولة والضمائر الحيّة*
قوموا بواجبكم تجاه هذه المديرية التي لا تقل أهمية عن أي مدينة كبرى.
أنقذوا سوق لودر فهو ليس مجرد سوق بل *وجه حضاري وتجاري عالمي* بكل معنى الكلمة.
المدينة تستحق وأهلها يستحقون
والتاريخ لا ينسى من وقف كما لا ينسى من تجاهل.


