عدن التي تموت ببطئ .. !

عدن التي أجتاحها كل هذا الويل والدمار والخراب بحاجة ماسة لإعادة التعامل نحوها هي بحاجة إلى لمسة ساحر فريد إختفت حينما كانت في الماضي الغابر أيقونة نجاح وسيمفونية إبداع من صنع من كانوا هم أنوار ونجوم ساطعة في زمن قل فيه الأوفياء وتلاشت أحلام من كان يردد هنا عدن هنا المدنية هنا المدينة العملاقة قصة عشق بين من يسكنها وبين من يناجي الطموح في تلك المرحلة التي كانت فيها عدن تسمو إبداعا ونجاحات متتالية . 

عدن اليوم لم تعد كما كانت في سابق عهدها هي اليوم في حرب فرضت وأجبرت معها المدينة على الإنصياع المتخلف و البليد لمن هم اليوم يمسكون بزمام أمور البلد المتحكمين بجغرافية عدن وكل الجنوب في مشهد يعيد للذاكرة حجم الدمار الذي كان يوما ما في تاريخ الشعوب القديم وحتى الحديث والمعاصر  كغزوات بربرية يراد منها تركيع  وإذلال أهل المدينة والعبث بمقدرات البلد لحساب شخوص مل الناس ضجيجهم وصراخهم المهزوز في كل مرة الناس في هذي المدينة لايريدون سوى السلام المتعلق بالخدمات الأساسية التي يحتاجها الساكنون هنا لاشيء أصعب من إنعدام الخدمات وغيابها كالكهرباء والمياه التي عرفت بها عدن منذ سنين غابرة وعهود ماضية اليوم تنعدم فيها والساكنون فيها يعيشون على ضوء الشموع بديل عن الكهرباء وشراء المياه بالويتات بدلا عن المشروع الحكومي وغياب تام وشلل كلي لهذه الخدمات ما جعل المدينة العملاقة كما كانت تعود لسنين عديدة إلى بدايات الحياة البسيطة كالطهي على الحطب بديلا عن غاز الطبخ التي لاتستطيع بعض الأسر شراءه بسبب إرتفاع تسعيرة الغاز وبقية الخدمات الأخرى . 

مشاهدة الحياة وتاريخ المدينة وهي تغرق في الظلام ترسم صورة الخراب في أبهى صوره وتظل محفورة في وجدان الشعب على أنها المرحلة الأسوأ في تاريخ الحكم لمن كانوا يوما ما أصحاب السلطة فيها يخيل لي كل هذا الدمار الجاثم على المدينة بالرجوع سنين عديدة حينما كانت هذه المدينة صحراء قاحلة أو مدينة لم تعمر بعد كل هذه الدعوات كل هذه الصرخة عن أبناء المدينة تقابلها إستماته قاتلة في مسار الخوض الخبيث في نشر سموم كل من هم على السلطة اليوم بأدوات تتفنن ببراعة و تتلذذ دائما في عذاب أبناء عدن من حرب الخدمات إلى حروب التمثيل السياسي لها في كل المحافل مع سبق الأصرار بكل النوايا السيئة التي تحاك ضد البلد وعدن على وجه الخصوص والتفرد والسباق  مع الزمن في إبراز كم هائل من هذا العذاب وكل هذا السخط الحاصل نحو المدينة . 

على المحيط الإقليمي والدولي تقبل حقيقة أن الجنوب أصبح مسلوب الوجود بعد أن توغل الإحتلال اليمني بالسريان والإنتشار والتواجد البشري ومحاولة التغيير الديموغرافي التي كانت وسيلة ولاتزال حتى اللحظة يمارسها ضدا على أبناء الجنوب والتضييق التام والفعلي كأداة من أدوات الإحتلال القديم - الجديد في حرب الخدمات القذرة وزيادة عبء ومشقة الحياة اليومية والإرتفاع الجنوني في صرف العملة الذي يقابله إزدياد وإرتفاع ملحوظ في أسعار المواد الغذائية والإستهلاكية التي أصبحت لا تطاق في حياة الناس اليومية ومع كل مايحصل الان فهناك أمل بأن يثور الشعب هنا في عدن وفي الجنوب أن تكون هناك إنتفاضة تقتلع كل من كان سببا رئيسيا في هذا البؤس القادم من أعماق الظالم الذي يتقن فنون التعذيب وإزدراء الناس ووضعهم في خانة الموت وحده الذي يعيشه الناس هنا في كل لحظة وجودية يعيشونها الخلاص القادم سيكون مكلفا لكن بالحسابات الوطنية سيكون أقل كلفة مما هو عليه اليوم في هذا العذاب وهذه الحياة التعيسة .