تطورات حضرموت.. والقضية الجنوبية

سجلت محافظتا حضرموت والمهرة، وتحديداً الأولى، تطورات متسارعة، تصاعد صداها من الإطار المحلي والإقليمي إلى فضاء الاهتمام الدولي، في مؤشر واضح على أن هذه التطورات بلغت مستوى من النضج السياسي والأمني، الذي يجمع على مصلحة حلها دبلوماسياً. ويبدو أن خيار الجلوس على طاولة الحوار لمناقشة الترتيبات العسكرية والأمنية بات الخيار الأقل كلفة.
اعتبار الحوار هو الخيار الأقل كلفة لا يأتي من منطلق أنه الوحيد، ولكن لأن المواقف الأممية والدولية والإقليمية تؤكد عليه مراراً  وتكراراً إضافة إلى أن خيار التصعيد والصدام يُعد خياراً ذا كلفة عالية جداً، لا تقتصر على الداخل وتصدع السلطات الحكومية، بل قد تمتد إلى ما هو أبعد من الداخل المحلي.

وفي سياق متصل، يحمل تأكيد المملكة العربية السعودية على عدالة القضية الجنوبية، وأنها ذات اهتمام لدى المملكة، في أكثر من بيان وتصريح وتحرك عبر اللجنة الخاصة، وغيرها من المواقف المماثلة، وأبرزها موقف جامعة الدول العربية الذي أقر بعدالة القضية الجنوبية وجذورها التاريخية، دلالات مهمة على أن القضية الجنوبية تجاوزت حدود التعاطي الإقليمي، واتجهت نحو مستويات أوسع من الاهتمام الدولي.
ولعل محاولات مغازلة الداخل الجنوبي، والتعامل مع القضية الجنوبية بمعزل عن ممثلها السياسي الانتقالي الفاعل المحلي القوي، لا تعكس سوى تأكيد إضافي على هذا التمدد، وإقراراً ضمنياً بحضور القضية وفرضها نفسها على طاولة النقاش السياسي المقبل في إطار العملية السياسية الشاملة.