عيد ثورة 26 سبتمبر.. الساحل الغربي يحتفل بروح الجمهورية
لم يكن الاحتفال بالعيد الثالث والستين لثورة السادس والعشرين من سبتمبر هذا العام، في مديريات الساحل الغربي بمحافظتي تعز والحديدة، كغيره من الأعوام السابقة، فقد جاء مميزاً ومختلفاً. حمل في طياته معاني الانتماء والاعتزاز الوطني، وعكس إرادة الشعب المتجددة في التمسك بمبادئ الثورة والجمهورية، في وجه المشروع الحوثي السلالي المتخلف.
تزينت مدن ومديريات الساحل الغربي، من المخا إلى الخوخة، ومن ذو باب إلى التحيتا، ومن موزع إلى الوازعية إلى حيس، بالأعلام اليمنية التي ارتفعت شامخة على أسطح وجدران المباني الحكومية، وفوق السيارات والمحال التجارية، فيما صدحت مكبرات الصوت بالأناشيد الوطنية في كل الأرجاء، معلنةً بدء الاحتفالات بواحدة من أعظم محطات التاريخ اليمني المعاصر.
لقد شهدت مديريات الساحل فعاليات صباحية نظمتها مكاتب الثقافة بمحافظتي تعز والحديدة، وامتزجت فيها مشاعر الفخر والولاء، تخللتها كلمات وقصائد استحضرت بطولات الآباء المؤسسين للثورة الذين أسقطوا نظام الإمامة الكهنوتي وأسسوا لليمن الجمهوري الحر.
وفي مساء يوم 26 سبتمبر، تم إيقاد شعلة العيد الوطني الثالث والستين في مدينة المخا، في مشهد مهيب أعقبه إطلاق الألعاب النارية التي أضاءت سماء الساحل الغربي، لتُعلن بداية احتفالات غير مسبوقة، تجسدت في مهرجان كرنفالي وشبابي كبير عكس روح الصمود والتمسك بقيم الثورة، وأكد وحدة الصف الجمهوري في وجه ميليشيات الحوثي، النسخة الجديدة للإمامة.
وفي وقت مبكر من ظهر يوم الجمعة، توافدت الجماهير من مختلف مديريات الساحل الغربي، من موزع والوازعية والمخا، ومن حيس والخوخة وذو باب، إلى ساحة الاحتفال بمدينة المخا. عشرات الآلاف من المواطنين رجالاً ونساءً، أطفالاً وشيوخاً أحتشدو في مشهد وطني رائع يعيد إلى الأذهان مشاهد الاحتفالات الشعبية التي لطالما ارتبطت بثورة سبتمبر المجيدة.
رفرفت الأعلام اليمنية في الأيدي، وتعالت الهتافات والشعارات المؤكدة على التمسك بالثوابت الوطنية ورفض المشروع الإيراني الدخيل، لتُبرهن أن ثورة سبتمبر لا تزال نابضة في قلوب اليمنيين، وأن الجمهورية باقية ما بقي الشعب مؤمنًا بحريته وكرامته.
هنا في قلب مدينة المخا، حاضنت المقاومة الوطنية، التقت حشود الساحل الغربي في عرس وطني بهيج، جسد التلاحم الشعبي في مواجهة الكهنوت، وأعاد لمظاهر الفرح الوطني ألقها وأصالتها. لم تكن المناسبة مجرد احتفال عابر، بل كانت تجديداً للعهد مع الثورة وأهدافها، وتأكيداً على أن الشعب اليمني لا يمكن أن يقبل بالعودة إلى مربع الإمامة مهما كانت التضحيات.
لقد فاضت جماهير الساحل الغربي فخراً وكرامة، ورددت بصوت واحد أن ثورة 26 سبتمبر ما زالت حيّة في الضمير الوطني، وأن الطريق إلى صنعاء وإن طال، فهو هدف لا رجعة عنه.