التعليم ومشكلاته في لودر !
كتب/ الخضر البرهمي
يعيش الوضع التعليمي في اليمن بشكل عام حالة من اليأس والتدني والركود وخاصة بعد سنوات الجدب والجفاف التي خلفها نظام الدولة في العقد الآخير من الآلفية الثالثة ، وعلى طول المشهد التعليمي يلاحظ المتفحص والمتابع حجم الهوة السحيقة التي وضع فيها مستقبل الناشئة أمام تطورات هذا العصر ، ومن هذا المنطلق يتعين صياغة فلسفة سياسية تعليمية واضحة المعالم من شأنها أن تساعد في انتشال التعليم من وهدة التخلف التي يعيشها ، لذلك لابد من التصحيح وإن طال النضال !
على غير العادة حظي التعليم في مديرية لودر في الآونة الآخيرة باهتمام بالغ من قبل المهتمين بشأنه رغم كل المعوقات التي تواجه تقدم مسيرته ، ويعود سر هذا الأهتمام الاستثنائي للإجراءات الوقائية الذكية التي انتهجتها قيادة مكتب التربية والتعليم في لودر ، دافعة دم قلبها لتتجاوز كل هذه المحن و المشكلات !
لسنا مُلزمين بإقناع أحد أو أن نحيي حواراً عقيماً حول خلافات ومشكلات التعليم سواء كان ذلك في زنجبار عاصمة المحافظة أبين أو على مستوى هذا الوطن ولكن كل ما يهمنا في هذا الموضوع هو إدراك الإنسان العاقل في مجتمعنا المحلي نحن للمشكلات التي تواجه التعليم في مدارس المديرية لودر ، ولن يحدث ذلك الإدراك إلا عندما نحدد لأنفسنا رؤية تربوية ومنهجية واضحة تنسجم مع خصائص عاداتنا وموروثاتنا وواقعنا ومجتمعنا وظروفه ومشكلاته وطموحاته المستقبلية ويدخل ذلك في إطار المصلحة العامة من قبل المواطنين والتربويين وأولياء الأمور أيضاً ، وحتى قيادة وأجهزة الدولة المحلية في المديرية !
وفي هذه المساحة الصغيرة
سوف نسرد بالتسلسل عدد من المشكلات والمعوقات التي تواجه تقدم مسيرة التعليم في المديرية لودر :
1_ كثرة عدد مدارس المديرية لودر حيث تصل لأكثر من (114) مدرسة وبهذه النسبة تعتبر لودر الاولى على مستوى مديريات المحافظة أبين
2 _ مساحة المديرية الجغرافية الواسعة حيث تعد لودر الأولى كذلك على مستوى المحافظة أبين من حيث بعد المدارس عن المركز التعليمي
3 _ الكثافة الطلابية المرتفعة التي زادت عن حدها واستفحلت في بعض المدارس حيث يصل عدد الفصل الدراسي لأكثر من 70 طالب ويعود هذا لقلة التجهيزات والفصول الدراسية وخاصة في مدارس ناجي ، عبود ، الصديق ، عوض موسى ، العبيدي العين ، علعلة أماجل
4 _ عدد من المدارس واقعة تحت سيطرة المليشيات الحوثية في التجمع التعليمي بمنطقة دمان
5 _ الطلاب النازحين وهذه مشكلة بحد ذاتها يواجهها التعليم في مديرية لودر
6 _ صعوبة الأتصال والتواصل مع هذا الكم الهائل من مدارس المديرية التي فرضتها المساحة الجغرافية الواسعة ومع هذا استطاع مدير التربية الأستاذ علي عبدالله ناصر اليافعي بحنكته القيادية وبثقافته الادارية الواسعة وعلى نفقته الشخصية وفي زياراته الميدانية الوصول لأكثر من 90% من تلك المدارس
7 _ قلة الميزانية التشغيلية للتعليم في لودر حيث تصل في الشهر الواحد لأقل من ميزانية مناديل الفين لقائد لواء في محور أبين
8 _ عدم تجسبر الهوة وغياب التعاون بشكل مطلق مع التعليم في لودر
9 _ عدم توفير الكادر وخاصة بعد إحالة أكثر من (309) للتقاعد ، ومن المفارقة أن مديرية لودر حصلت على أقل من مديريتي مودية والوضيع من منحة اليونيسف في التعاقدات علماً بإن مدارس وعدد طلاب المديريتين لم يتجاوزوا معلمي وطلاب التجمعات التعليمية في المدينة لودر والحضن واماجل !
إلى جانب المشكلات الرئيسية تأتي الثانوية التي تتمثل في الطبشور والسبورة والكتاب المدرسي وبعض التجهيزات الأخرى وهذا حاصل مع كل المدارس في عموم هذا الوطن الجريح !