ماذا يعني التدريب المناسب لتحسين أداء المعلمين (1) ؟
يُشير مفهوم التدريب إلى أحد أهم الوسائل التنموية العصرية التي تهدف بصورة مباشرة إلى تعزيز الجانب التطبيقيّ لدى الأفراد في كافّة المجالات الحياتية، سواء الأكاديمية، أو المهنية، أو الثقافية، أو السياسية وكذلك الاجتماعية والإنسانية، وذلك من خلال القيام بالعديد من النشاطات الممنهجة والمدروسة والمخطّط لها مسبقاً، والتي أثبتت فعاليتها الكبرى في مجال التغيير للأفضل، والانتقال من واقع إلى واقع أفضل منه، وتوسيع دائرة المعارف، والخبرات، والمهارات، وتحسين السلوك الإنساني في كافة الميادين، الأمر الذي يؤدي في نهاية المطاف إلى تحقيق نتائج أفضل، والخروج بمخرجات أكثر كفاءة وجودة مقارنة مع تلك التي تمّ إنجازها على أيدي أشخاص غير مؤهلين أو غير حاصلين على قدرٍ جيّد من التدريب.
وهناك العديد من أنواع التدريب التي يحتاجها المعلمون، ومنها ما يأتي:
التدريب التقني.
ويسمى كذلك التدريب الفني، ويقصد به عملية دعم وبناء قدرات المعلمين، وتحسين مهاراتهم أثناء عملية التدريس في تصميم أو تطوير أو تشغيل تقنية معينة تساعد في إيصال المعلومة إلى الطلبة بطريقة أكثر سهولة، وعلى استخدام التقنيات التربوية ومواكبة أحدث التطورات العلمية لجعل عملية التعليم أكثر متعة وإفادة.
التدريب التربوي.
ويقصد به تصميم برامج تدريبية تركز على تطوير الجوانب السلوكية والمهنية والشخصية للمعلم، بما يساعد في زيادة كفاءته ورفع مستوى مهاراته واتجاهاته، وتطوير مهارات الاتصالات، وأخلاقيات المهنة، وتشجيعهم على ابتكار أحدث الطرق في التدريس التي تجعل من التعليم يحقق أهدافه بكفاءة عالية، ويمكن تقسيم التدريب التربوي للمعلمين إلى مجموعة عناصر وهي:
كيفية تدريس المناهج التعليمية.
حقوق التعليم واحتياجات الطلبة.
طرق التدريس باختلاف الفروقات الفردية بين الطلبة.
التدريب التعاوني.
ويقصد به التدريب الذي يتم بين مؤسسات التعليم ومؤسسات أخرى في المجتمع المحلي، بما يعزز من تطوير مهارات الطلبة على مهارات التواصل الاجتماعي، ويساهم في اكتساب المهارات العملية بعد التخرج وفي بيئة العمل تحديداً، ويطور المهارات السلوكية في تبادل المعلومات بين الطلبة من مختلف الثقافات، ويساهم في تعليمهم الانضباط والالتزام والمسؤولية الجماعية.
التدريب العملي
ويقصد به التدريب الذي يجمع بين النظرية والتطبيق، حيث يساهم في تعزيز دور المعلم مهنياً وإعطاءه الفرصة الكاملة لتطبيق دور المعلم في البيئة الصفية بما يحقق أهداف المؤسسة التعليمية وكيفية الانخراط في البيئة الاجتماعية بما تقتضيه متطلبات سوق السوق بالإفادة من المهارات العلمية والعملية.
التدريب الإلكتروني.
يقصد به عملية دعم وبناء قدرات المعلمين، وتحسين مهاراتهم على الإنترنت وتكنولوجيا التعليم، واستخدام الوسائط التفاعلية وتقنية الحاسب الآلي، ومصادر المعلومات ذات الوسائط المتعددة في طرق التدريس لجعلها أكثر قدرة على مواكبة التطورات التكنولوجية، وتحقق مرونة وإفادة أكثر.
التدريب أثناء الخدمة.
ويقصد به التدريب الذي يهتم بتطوير الكفايات التعليمية وتطوير مهارات المعلمين عملياً في البيئة الصفية، بما يعزز السيطرة على المواقف التعليمية الجديدة التي يتعرض لها المعلم، ويشمل المعلمون حديثو التخرج الذي لم يسبق لهم تطبيق المهارات النظرية، ويحتاجون لصقل مهاراتهم وتعزيزها عملياً، وإعادة تأهيل المعلمين الذي بحاجة لتنمية الجوانب الإيجابية لديهم وجعلهم يدرسون بطريقة أكثر فاعلية.
التدريب ما قبل الخدمة.
ويقصد به التدريب الذي يهتم بتطوير الكفايات التعليمية وتطوير مهارات المعلمين عملياً في البيئة الصفية قبل أن يباشر المعلم العمل في المؤسسات التعليمية، وتهدف إلى إكسابه المعارف المتعلقة بنظم التعليم وطرق التدريس والمناهج التعليمية، والسمات النفسية والذهنية لجميع الطلبة.
التدريب المستمر.
ويقصد به التدريب الذي يهدف لزيادة مستوى المعلم ورفع كفاءته باستمرار، سواء كان قبل حصوله على الوظيفة أو خلالها، ويهدف بشكل أساسي إلى تحقيق الولاء والانتماء إلى الوطن ورفع إحساس الطالب بمسؤوليته تجاه وطنه والفخر بأنه جزء منه.