الحلف والجامع.. ثوابت وطنية ومطالب مشروعة
حملة التخوين والتشكيك والتشويه الذي يتعرض لها حلف قبائل حضرموت ومؤتمر حضرموت الجامع وقياداتها وعلى رأسهم الشيخ عمرو بن حبريش العليي رئيس حلف قبائل حضرموت -رئيس مؤتمر حضرموت الجامع ، أهدافها لا تحتاج إلى تحليل او تشخيص، وإنما كل ما هنالك أن الجهات التي تقف خلفها أرادت ان تكشف عن وجهها الحقيقي المناهض لحضرموت عامة والحلف والجامع بشكل خاص ، وتعبر بجلاء عن حقيقتها في عدم تقبل من يخالفها الرأي والتوجه ، ويتبنى مطالب حضرموت المشروعة ، وتنصب نفسها وصيا على حضرموت أرضا وإنسانا ، وبالتالي من يخرج عن مسارها فمصيره حملة من الاتهامات بالخيانة والعمالة والتعامل مع الجماعة الحوثية ومن يقف في صفها من دول الأقليم ، واستخدام هذا السلاح للتحريض والضغط للحصول على مكاسب سياسية وتنازلات واستهدافهم لاحقا ، في محاولة لافشال تحركاتهم المشروعة المطالبة بحقوق حضرموت، وتشويه صورتهم لدى الشارع الحضرمي واليمني خاصة ولدى دول التحالف العربي والمجتمع الدولي بشكل عام .
ومما يبعث على الحيرة والاستغراب توجه هذه الحملة مباشرة نحو الشيخ عمرو بن حبريش ، فظهرت هنا وهناك أصوات تتهمه التواصل والتنسيق مع الجماعة الحوثية تلميحا او تصريحا وهم من كانوا لوقت قريب يعتبرونه زعيما قبليا وسياسيا ومقاوما صلبا ، وهذا مؤشر واضح على أن هذه الاتهامات ليست مستندة على معلومات دقيقة أو موجودة، بل هي استراتيجية ثابتة لدى هذه القوى والجهات لتشويه الأفراد والكيانات والأحزاب السياسية التي تدخل معها في خلافات بشأن الحقوق المشروعة.
لقد أصبح هذا الاتهام والترويج وعما يثار عن دعم وتنسيق ولقاءات بين قيادة الحلف والجامع والجماعة الحوثية ومن يدعمها اقليميا هي أسطوانة مشروخة قد تعودنا عليها طوال المرحلة الماضية ،
وأن الحديث عن هذا الأمر وإلصاقه بحلف قبائل حضرموت ومؤتمر حضرموت الجامع لا يمت للحقيقة بصلة وإنما هو في سياق التضليل والتحريض لتبرير الهروب وعدم التعاطي وتلبية الحقوق المشروعة التي تم رفعها ، وكذا عدم قدرة أطراف أخرى مواكبة هذا الحراك الحضرمي المتصاعد ، ويؤكد صوابية ونجاح خطوات الحلف والجامع كمكون حضرمي يمتلك استقلالية القرار بشكل كامل ولديه رؤيته الخاصة والمتوافق عليها، ويحرص على مصالح وحقوق حضرموت ، وهو لا يتلقى إملاءات من أي طرف وسنده هو ثباته على أرضه ووقوف ابناء حضرموت إلى جانبه فهم السند والدعم ، ويتطلع إلى ما يخدم حضرموت في إطار موقعها الاستراتيجي ومحيطها الاقليمي ، والذي أكد عليه نص البيان الختامي والقرارات والتوصيات لمؤتمر حضرموت الجامع الذي صدر الأحد 23 إبريل 2017 بمدينة المكلأ عاصمة محافظة حضرموت وكان في صدارتها ومقدمتها ما عبرت عنه الفقرة الثانية من البيان الختامي والتي نصت على : ((يشيد المؤتمرون بالدور العظيم الذي اضطلعت به المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة ودول التحالف العربي في دعم بلادنا في حربها على قوى الشر والظلام من الانقلابيين على مقدرات الوطن ، وإن أمن واستقرار حضرموت هو من أمن واستقرار أشقائنا في دول مجلس التعاون الخليجي. ويطالب المؤتمرون قوى التحالف العربي بتقديم المزيد من الدعم العسكري في تطوير قوى النخبة الحضرمية والشروع في التنمية الاقتصادية وإعادة إعمار المناطق المحررة وفي مقدمتها محافظة حضرموت)).
وأمام ما سبق فمؤتمر حضرموت الجامع يعتد بأمرين شكلا منطلق سياساته أولهما مشروعية مجلس القيادة والحكومة ومركزيتها القانونية في استعادة ما بقي من الدولة من قبضة الميليشيات الحوثية، وثانيهما إسناد دول التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الامارات العربية المتحدة التاريخي لليمن عامة وحضرموت خاصة ، من خلال تحرير مدينة المكلا ومدن ساحل حضرموت من براثن تظيم القاعدة في 24 إبريل 2016م وكان لحلف قبائل حصرموت دورا محوريا واساسيا من خلال تشكيل جيش النخبة الحضرمية ، وهذه المواقف لدول التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الامارات العربية المتحدة سوف تظل محفورة في وجدان الحضارم ومحط تقدير مؤتمر حضرموت الجامع وحلف قبائل حضرموت، وأن مثل هذه الاشاعات والتسريبات والمكايدات ضدهما لن تثنيهما عن التمسك بالثوابت الوطنية ،خاصة وأن مؤتمر حضرموت الجامع احد المكونات السياسية الممثلة في الحكومة الشرعية وضمن المشاركين في مشاورات اعلان نقل السلطة وتشكيل مجلس القيادة الرئاسي ، وهو متمسك بهما ، لكن لديه مطالب مشروعة في مقدمتها التعاطي معه أسوة ببقية القوى السياسية الممثلة في الحكومة، وتلبية مطالب حضرموت التي رفعها ومعه حلف قبائل حضرموت ،كما أنه على العهد قائم بمواصلة التصدي لاي عدوان من قبل ميليشيات الحوثي، والعمل على مكافحة خطر التنظيمات الإرهابية ،وأنه سينظم للجهود المشتركة مع الحكومة الشرعية بوفد مستقل وتحت رعاية دول التحالف والمجتمع الدولي للانتقال إلى مرحلة جديدة من الامن والسلام في الوطن ولكي تنتصر إرادته الحرة في رسم مستقبله ، وهو يسير بخطوات ثابتة بأن تكون للجامع علاقات بناءة واستراتيجية قائمة على الاحترام المتبادل والشراكة مع محيطه الاقليمي والمجتمع الدولي بشكل عام ، ومع المملكة العربية السعودية بشكل خاص كواقع جغرافي استراتيجي مهم قائم بالنسبة لحضرموت .
*رئيس الدائرة السياسية بمؤتمر حضرموت الجامع