الصحفي محمد التوي يكتب .. خارطة طريق لبناء حضرموت الحديثة رؤية متكاملة لبناء مجتمع حضرمي جديد
تشكل الرغبة في بناء مجتمع حضرمي جديد يتميز بالعدالة ووحدة الصف والأمن طموحًا مشروعًا للشعب الحضرمي، إلا أن تحقيق هذا الطموح يتطلب تخطيطًا دقيقًا وتقييمًا مستمرًا للأداء بعيدًا عن الأحكام العامة والمطلقات، فالأهداف المتعددة التي يسعى المجتمع الحضرمي لتحقيقها تتطلب منا التفكير في فقه الموازنات، وتحديد الأولويات، وتقييم ما تم إنجازه وما يجب القيام به.
وتحليل الأهداف وتحديد الأولويات التي يسعى المجتمع الحضرمي لتحقيقها هي أهداف نبيلة ومترابطة، ولكنها تتطلب مقاربة متدرجة وواقعية، فالتحقيق الفوري لجميع هذه الأهداف قد يكون أمرًا صعبًا، لذا يجب علينا تحديد الأولويات والتركيز على تحقيق الأهداف الأكثر إلحاحًا والأكثر تأثيراً في المرحلة الحالية.
كما يجب العمل على وضع آليات عادلة لتوزيع الثروة، وتشجيع الاستثمار، ودعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة، وتوفير فرص العمل للشباب، والعمل على تعزيز الوحدة بين مختلف مكونات المجتمع الحضرمي، وتجاوز الخلافات والانقسامات، وبناء الثقة المتبادلة، والعمل على تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة، والقضاء على العنف والتطرف، وحماية الممتلكات والأرواح، وتحرير الأرض الحضرمية من مغتصبي ثرواتها واستعادة الحقوق المشروعة للشعب الحضرمي.
وفقه الموازنات وتقييم الأداء يسعى لتحقيق هذه الأهداف ويتطلب منا اتخاذ قرارات صعبة، وموازنة بين مختلف المصالح، وتقييم النتائج بشكل مستمر، فمثلاً قد يتطلب تحقيق الأمن في بعض الأحيان التضحية ببعض الحريات المؤقتة، وقد يتطلب تحقيق العدالة الاجتماعية إجراء إصلاحات اقتصادية قد تؤثر سلبًا على بعض الفئات في المجتمع.
فالتحول نحو المستقبل لمجتمع حضرمي جديد يتطلب منا جميعًا بذل الجهود والتضحية والصبر، كما يجب علينا أن نكون على دراية بالتحديات التي تواجهنا، وأن نعمل على مواجهتها بحكمة وعزم.
فبناء مجتمع حضرمي جديد هو مشروع وطني يجمعنا جميعًا، ولتحقيق هذا المشروع يجب علينا أن نعمل معًا بروح واحدة، وأن نضع مصلحة الوطن والمواطن فوق كل اعتبار.